للأسف لم نعد نعلم أي موقع يمكن أن نصنف فيه حزب العدالة والتنمية هل في المعارضة كما تقر بذلك بياناته أم في موقع مساندة الحكومة. غير متفق تماما مع السيد عبد الاله بنكيران بخصوص خرجاته المتكررة للدفاع عن تجربة عزيز أخنوش في كل لحظات ترنحه، وكلما يكون قريبا من السقوط، وكأن أدوار حزب العدالة والتنمية أصبحت محصورة فقط في الدفاع عن الحكومة والتصدي لكل محاولة فضح إخفاقاتها، بل تعدى ذلك إلى القيام بحروب بالوكالة في مواجهة قوى المعارضة سواء الحزبية أو الفايسبوكية أو غيرها رغم قلتها، والسعي لتخوينها وتقزيمها، وربط ذلك بأنه دفاع عن الإستقرار والملكية وغيره من المفاهيم الغريبة عن حقيقة النقاش العمومي المفتوح حول رحيل أخنوش من عدمه، وغلاء الأسعار، والازمة الإقتصادية. ويبدو أن السيد عبد الاله بنكيران لم يستوعب أن بروز معارضة قوية على وسائل التواصل الاجتماعي ليس مرده دعما خفيا من جهات نافذة أو تصفية حسابات، بل هو نتيجة طبيعية لعدم قيام المعارضة البرلمانية والحزبية بأدوارها الحقيقية في التصدي للحكومة، وترك المساحة واسعة للنشطاء الآخرين لتغطية هذا الفراغ، فالطبيعة كما تعلمون لا تقبل الفراغ، وهو ما يجعل تهجمكم على ناشطة فايسبوكية عبرت عن رأيها الرافض لاستمرار أخنوش، أمرا غير مقبول ويتنافى مع مبادئ حرية التعبير واحترام الرأي الآخر. أما عن ضرورة رحيل أخنوش عاجلا فليس مجرد مزايدة سياسية، بل أصبحت تفرضه مقاصد حماية الاستقرار ووحدة الأمة وجيوب المواطنين، وحماية الطبقة المتوسطة والفقيرة، وحماية السلم الإجتماعي، وإخماد الاحتقان الشعبي المستتر، وإعادة الأمل، وحماية الديمقراطية من مشاريع الهيمنة المالية، وفصل المال عن السلطة، وفك ارتباط السلطة مع لوبيات الاقتصاد المساهمة في الغلاء والمتحالفة مع أخنوش نظرا لرفضها المستمر لأية تضحية في سبيل الوطن، ويفرضه كذلك الجفاف الحاد وانعدام أية برامج تنموية للعالم القروي، وضرورة الانتعاش الاقتصادي الذي لم تنجح فيه الحكومة، وأسباب أخرى خفية. *إسحاق شارية: الأمين العام لحزب المغربي الحر