من علامات "الإيمان" عند النقيب السابق محمد زيان أنه قضى ثمانين عاما من حياته وهو يعتقد واهما بأن فرعون التهمه الحوت في باطن البحر، وكأنه لم يسمع طيلة حياته الطويلة جدا قول الله تعالى "فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ". ومن علامات "سوء المنقلب" عند هذا الرجل الثمانيني الطامع في فتح أبواب الله! أنه يُمعن في تحريف سور القرآن كلما حاول الاستدلال بآية من آيات الذكر الحكيم! فقد تشابهت على النقيب السابق الآية 173 من سورة آل عمران التي يقول فيها الحق سبحانه وتعالى "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ". فالنقيب زيان لم يخطئ في هذه الآية الكريمة بشكل عفوي، وإنما تصرف فيها وتلاعب بأحكامها مثلما ألف واعتاد التلاعب بفصول القانون ومواد التشريع. كما أنه لم يخطئ فيها بشكل عرضي وإنما بطريقة فجة ومتواترة، بعدما أساء تلاوة الآية عدة مرات وأقحم فيها مفردات من غير تلك التي حملها جبريل نقلا عن الخالق سبحانه وتعالى. ولم يقتصر محمد زيان على "التصرف" بجهل في القرآن الكريم، وإنما أخذته العزة بالإثم وانبرى يتباهى منتشيا بفحولته المزعومة في الثمانين من عمره! فقد اعترف النقيب السابق من حيث لا يدري بتورطه في تعريض ضحيته نجلاء الفيصلي للتحرش الجنسي والابتزاز، وبمشاركته وهيبة خرشش الوطء الحرام، عندما ادعى مكابرا بالفاحشة ومجاهرا بها بأن "عنفوان فحولته" لا ينضب مع تراكم السنين! فقد نسي محمد زيان، وهو يترافع فوق "الطروطوار" أمام عدسات المصورين، بأن الركن المادي في الجرائم المنسوبة إليه يتمثل أساسا في "نزواته الجامحة وغير المقيدة بلجام الأخلاق والدين والأعراف المهنية". فمن يرسل لموكلته صوره العارية والخليعة يكون مرتكبا لجريمة التحرش والابتزاز الجنسي سواء كان فحلا حقيقيا أو يتحرك بمفعول الحبة الزرقاء. ومن يظهر عاريا في حضن موكلته السابقة، وبحضور ابنتها القاصر، يكون مرتكبا لجريمة الخيانة الزوجية وإعطاء القدوة السيئة لقاصر سواء قضى وطره من شريكته أو اكتفى بتجفيف خاصرته بالفوطة القطنية! فالعبرة في قيام هذه الجرائم ليست ب"الفحولة المزعومة" التي يتباهى بها محمد زيان، ولا بمدى نجاعة الحبة الزرقاء في تحريك أوعية القلب وصمامات الفؤاد المتخشب، وإنما العبرة قانونا هي بقيام الركن المادي والمعنوي لهذه الجرائم، التي تتحقق بإرسال صور عارية للضحية ومقايضتها بالجماع قبل الدفاع، وبالظهور عاريا أمام فتاة قاصرة في حضن والدتها المتزوجة من شخص مقيم خارج المغرب. وإذا كانت هناك من حسنات تذكر "لمرافعات الرصيف" التي دأب محمد زيان على القيام بها قبل كل جلسة من جلسات محاكمته، هي أنها تكشفه على حقيقته أمام الرأي العام بدون مساحيق تجميل. فالرجل جاهل في القانون بقدر جهله في الدين، وبات مطلوبا الحجر عليه فورا قبل أن يشرع في رشق المحكمة بالحجر! فمن يتجاسر على الله والقرآن لن يستحيي من التجاسر على القضاة والقانون.