إذا كان من السهل الكذب عن الموتى كما يقول المثل العربي المأثور، فإنه من الصعب، إن لم يكن من باب المستحيلات، الافتراء والتجني على قائمة المحتويات الرائجة أو "التراند"في موقع التواصل الاجتماعي تويتر. فلئن كان الموتى يتعذر عليهم التصويب أو التعقيب أو دحض الافتراءات التي تطالهم، لأن أعمالهم انقضت إلا من ثلاث ليس من بينها التدوين الافتراضي، فإن موقع تويتر، على العكس من ذلك، يحتفظ بقائمة الهاشتاغات التي تدخل مسابقة "التراند"، ويوثقها في بورصة المشاهدات الأكثر رواجا، بل ويعلن عنها باستمرار بشكل لا يمكن تزييفها أو تحريفها بواسطة المقالات والأخبار الزائفة. ومرد هذا الحديث، هو ذلكم الخبر الزائف الذي يزعم بأن محمد زيان دخل بورصة المحتويات الأكثر رواجا على تويتر، وأن الهاشتاغ التضامني معه يحتل قائمة التراند المغربي!! والحال أن مراجعة بسيطة لكشوفات تويتر تؤكد أن هذا الخبر مجرد دعاية مضللة، بدليل أن النقيب السابق لا يوجد نهائيا ضمن قائمة العشرين "وسما" التي تحتل التراند بالمغرب. فمن اختلق هذا الخبر الزائف، الذي يكذبه موقع تويتر ببيانات رسمية، إما أنه يجهل كيفية تصنيف الهاشتاغات في بورصة المحتويات الرائجة، وهذه مسألة مستبعدة في سياقنا الحالي المطبوع بالإقبال المكثف على منصات التواصل الاجتماعي، أو أنه يراهن على خلق تضامن افتراضي مزعوم ولو من باب تعميم الأخبار الزائفة. والمثير للسخرية في هذا الخبر الزائف، أن من ابتدع هاشتاغ التضامن المزعوم مع النقيب السابق لم يتمكن حتى من مجاراة أخبار عادية، لكنها دخلت قائمة التراند، بينما ظل وسم محمد زيان حبيس خيال صاحبه!. وقد تفاعل العديد من النشطاء ورواد الإعلام البديل مع هذا الخبر الزائف، من خلال نشر القائمة الحقيقية للهاشتاغات التي تحتل بالفعل التراند بالمغرب، ومن بينها هاشتاغات حول شخصيات رياضية عالمية ومغربية مثل ميسي وزياش. وتساءل البعض من هؤلاء المغردين: هل من يكذب في الواقع الافتراضي يمكنه أن يكون صادقا في الواقع المادي الحقيقي؟ خصوصا في باحات المحاكم.