بعدما أماطت فرنسا عبر رئيسها إيمانويل ماكرون، اللثام عن مجموعة من الحقائق المرتبطة بتاريخ الجزائر، خرج تبون عبر إعلام الجنرالات محاولا إنكار هذه الحقائق التابثة عبر التاريخ والتي لا يمكن محوها، إلى درجةٍ جعلته يستعين بالأكاذيب والخرافات و"الكوابيس" لكي يتبث بأن جزائره المحدثة بمرسوم من طرف فرنسا لها تاريخ. ولعل ما صرح به تبون أمس خلال لقاء صحفي خاص، حينما ادعى بأن أول رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية جورج واشنطن أهدى الأمير عبد القادر كوابيس (مسدسات) خلال حربه ضد فرنسا بعد العام 1830، خير دليل على أن تبون الذي يتبجح بأن بلاده قوة إقليمية ضاربة كذاب ويستعين بالخرافات لغض الطرف عن الحقائق التي بدأت تظهر بخصوص تاريخ بلاده. ولم يستح تبون من تزوير التاريخ والأرقام، حيث عمِل بالمثل المغربي القائل "الناس كايكذبو غير على الميتين"، معتقدا بأنه لن يتم كشف أمره من طرف المتابعين عبر العالم، خصوصا وأننا نعيش زمن التكنولوجيا، فتبون الذي يدعي بأن جورج واشنطن سلم هدية عبارة عن مسدسات للأمير عبد القادر، نسي أو تناسى بأن جورج واشنطن توفي قبل أن يولد الأمير عبد القادر، ليتم فضحه وكشفه أمام العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وولد جورج واشنطن يوم 22 فبراير 1732، وتوفي يوم 14 دجنبر 1799، فيما ازداد الأمير عبد القادر تولد يوم 6 شتنبر 1808، وتوفي يوم 26 ماي 1883، فكيف يعقل أن يتم تصديق ترهات وأكاذيب تبون التي اعتاد على ترويجها عبر إعلام العسكر من أجل تغليط الشعب الجزائري، وإخفاء الحقائق التاريخية والجغرافية خوفا من إعدام نظام عسكري غاشم نهايته باتت وشيكة. لكن قد يكون ما قاله الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون صحيحا إذا ما فسرنا مصطلح الكوابيس بالفرنسية "les cauchemars"، أي الأحلام المزعجة، من يدري، فقد يكون قصده بأن جورج واشنطن كان يعطي كوابيس مزعجة للأمير عبد القادر في نومه. ولكي نصحح لرئيس الجارة الشرقية الذي بدأ الخرف ينال من، معلوماته، فإن الأمير عبد القادر تسلم فعلا هدية عبارة عن (كابوسين) مسدسين من الرئيس الأمريكي السادس عشر أبراهام لنكولن سنة 1860 وليس الرئيس الأمريكي الأول جورج واشنطن الذي توفي قبل ولادة الأمير عبد القادر، وأن هذه الهدية لم تكن بسبب مقاومته الاحتلال الفرنسي بالجزائر، وإنما بسبب تدخله لحمايته مسيحيين في سوريا خلال ما يسمى بالفتنة أثناء وجوده بالمنفى بدمشق عاصمة دولة سوريا.