كشفت النيران التي اندلعت لأسباب مجهولة لحد الان عند الجارة الجزائر ونحن نكتب المقال بعيدا عن لا الشماتة فليست من ثقافتنا المغربية الاصيلة المبنية على قاعدة المسلم لا يخذل اخاه ولا يسلمه ومبنية على روح المحبة والسلام والتنمية وإنما نقف عند دروس وعبر لمن أراد أن يعتبر. لقد تعددت الروايات التى تسعى لتفسير الأسباب ونعتقد أن ذاك أمر صعب للغاية نظرا الإنعدام الثقة المواطنين والمؤسسة العسكرية التي تخصصت في تزوير الحقائق والتلاعب فيها وتوظيفها بطريقة استخباراتية عدائية مع انعدام الشجاعة وتحمل المسؤولية ، وفي انتظار لذلك اليوم، يمكن أن نرصد ونقف على سبع نقاط وملاحظات: 1 اولها اننا أمام نظام عسكري خرب به شيخوخة عامة حيث لم يستطيع تنسيق موارده، والربط بين المدنين والعسكريين. 2 الأمر الثاني اننا أمام مؤسسة عسكرية تملك أدوات خردة، فقد تعطلت بعض شاحنات حمل صهاريج الماء في الطريق وأصبحت مشكلة بدل أن تساهم في الحل وهذا يعكس حالة الصيانة للوسائل والادوات، ومعلوم أن كل الوسائل إذا لم تتعرض لصيانة منتظمة فقد تصبح خارج الاستعمال في الظرف الصعب والدقيق اي يوم اشتعال النيران. 3 من الواضح غياب خطة لوجيستيكية استباقية لحماية المواطنين و نقلهم إلى خطوط آمنة، فقد بقي المواطنون محاضرين بين السنة النيران للايام دون الوصول إليهم وانقاذهم خاصة وأننا أمام مجموعات تحمل هواتف محمولة ولكن معيار خطوط الكهرباء جعل الشحن عصيا ازاد من العزلة في بعض الأحيان. 4- تجلت أيضا صعوبة توفير مراكز للحماية والايواء والعلاج الأولي وتوفير الماء والتغذية، فقد أكلت النيران كل مقومات الحياة. 5- رافق ذلك تعتيم اعلامي كبير الا ما رشح من هواتف المواطنين في نقل الصورة المؤلمة ، وهناك من يتحدث عن قرى ومنازل احترقت عن آخرها وحجم المأسات لن ينكشف الا في الأيام القادمة. 6 تاكد عدم توفر الجزائر ولو على طائرة واحدة لإطفاء بينما اشترت طائرة سووخوي استعداد الحرب في مخيلة بعض جينيرالاتها. 7 غياب الممرات والمسالك داخل الغابات وهو دليل على ضعف تنظيم المجال الغابوي هذه بعض ما كشفت عنه نيران منطقة القبائل، وكشفت أيضا عن بلد أنفق الأموال في تسليح عبثي غبي، و أنفق الأموال في صناعة جبهة وهمية تضم عدد سكان مدينة بين صغيرة ومتوسطة، في منطقة لا تملك مقومات الحياة أو البقاء فكيف بالسيادة والوجود؟! أنفق عليها جزء مما انتجه من الغاز والبترول منذ 1975 ولكن الذي ظهر جليا أيضا اننا أمام مؤسسة عسكرية منهكة بالحراك، حائرة في بناء بديل، عاجزة عن إيجاد مخرج من أزمة كورونا . كل ذلك في موقع إقليمي مضطرب في شرقها وجنوبها ، ولا تملك من الفرص افضل من الفرصة التي عبر بها المغرب عن إنقاذ المنطقة، لأن عقلاء يعلمون قيمة الاستقرار وكلفة الفوضى مدوا يدهم عن حكمة وبصيرة فهل من مدكر ؟! بالنسبة لوطني العاقل من اتعض من أخطاء غيره، ففيما يتعلق بمؤسسة الوقاية المدنية لابد من العمل على تطويرها وتحديثها و والتكوين العلمي التقني فيها، ففي أيام معدودة أصبحت كثير من دول الحوض البحر المتوسط كثلة نارية عالية الكلفة على البيئة والسياحة والعمران. *محمد الخمسي استاذ التعليم العالي بفاس