أفادت نتائج دراسة حديثة للمؤسسة البحثية "منصات" أن تمثلات ومواقف الناس من الحريات الفردية لدى أفراد العينة التي شملتها الدراسة بخصوص قضايا تهم الجسد والجنسانية و المعتقد الديني، تنحو نحو الإيجابية، عندما يتعلق الأمر فقط بإبداء الرأي أو الموقف. و أوضحت الدراسة التي أجريت بين 17 ماي و17 يونيو من السنة الجارية، حول " الحريات الفردية بالمغرب: تمثلات وممارسات"، أن مواقف العينات الإيجابية تبدأ بالتراجع عند طرح نفس القضايا المتعلقة بممارسة هذه الحرية في ارتباطبها بوضعيات و حالات محددة، و البحث في تبريراتهم لتلك المواقف. وأضافت الدراسة في خلاصتها العامة الأولية، أن تمثلات ومواقف وممارسات أفراد العينة تصل أحيان كثيرة إلى حد الإستقطاب الحاد، حيث يظهر ذلك بشكل جلي من خلال التبريرات المقدمة. ولاحظت الدراسة، أن سند تلك التبريرات في الغالب الأعم يعتمد المرجعية الدينية و التقاليد الإجتماعية و النزعة الهوياتية. وبخصوص مرجعية الحقوق و الحريات، أشارت الدراسة ذاتها، إلى أن الاستناد عليها لدعم الموقف كان ضعيفا نسبيا. وأبرزت مؤسسة منصات أن متغير الجنس حاسم في العديد من القضأيا المرتبطة بالحريات الفردية، حيث لا تزال المرأة حارسة المعبد، وفقا للدراسة. وبهذا الخصوص، خلصت الدراسة إلى كون المستوى التعليمي يبدو مؤثرا في عدد من القضايا حيث كلما اتجه هذا المستوى إلى الإرتفاع كلما اتجه الموقف نحو نوع من قبول الحرية بمختلف مستوياتها. هذا، وقد شملت الدراسة طرح استمارة تتضمن 103 سؤال يتعلق بكل من تمثل الجسد ومدى الاتفاق مع تملكه الفردي وحرية التصرف وفق الإرادة الفردية سواء بالمطلق أو من خلال الممارسات اليومية المرتبطة باللباس، وارتداء الحجاب، وكذا طبيعة العلاقة بين الدين وبحرية المعتقد، ومحور الجنسانية سواء من حيث تمثل العينة لها أو من خلال الموقف من ممارسات الآخرين. كما تضمنت الاستمارة أسئلة أخرى مباشرة، تهم عددا من بنود القوانين موضوع النقاش حول الحريات الفردية من قبيل الفصل 490، والفصل 222 من القانون الجنائي المغربي.