أفادت دراسة حديثة لمؤسسة منصات للأبحاث والدراسات الاجتماعية حول "الحريات الفردية بالمغرب.. تمثلات وممارسات" أن 76.3% من المبحوثين في الدراسة أكدوا أن العلاقات الما- قبل زواجية أصبحت منتشرة في المجتمع المغربي. وكشفت الدراسة التي أجريت مع 1312 مبحوثا موزعين على جميع جهات المملكة بشكل تمثيلي، ومتوازن بين الجنسين، أن 60% صرحوا بمعرفة شخصية بفتى أو فتاة، له أو لها، ممارسات جنسية من هذا النمط. واعتبر حوالي 50% من أفراد العينة، أن القيام بعلاقات جنسية قبل الزواج مسألة حرية شخصية، في حين توزع النصف الآخر بين نعت تلك العلاقات بالفساد الأخلاقي، والابتعاد عن التعاليم الدينية، وسوء التربية. وبخصوص مدى الموافقة على تمثل الجسد كشيء خاص جدا ينبغي التصرف فيه بحرية وبدون أية قيود، فقد اتفق 78.2% بشكل مطلق ونسبي على هذه المسألة، في حين أن نسبة 24.5% عبرت عن عدم الاتفاق النسبي والمطلق. وأوضحت الدراسة أنه بربط هذه المسألة بالمتغيرات السوسيولوجية الخمس؛ وهي الجنس، السن، المستوى التعليمي، مستوى الدخل، مكان الإقامة، فالملاحظ أن نسب الاتفاق النسبي والمطلق، كما نسب عدم الاتفاق النسبي والمطلق لم تنحرف كثيرا عن النسب العامة للعينة ككل، ما يعني أن الوعي بضرورة حرية الجسد يخترق مجمل الفئات الاجتماعية الممثلة في العينة بمعدل يفوق 50%. وبخصوص إبراز زينة الجسد النسائي في الشارع، فقد اعتبر حوالي 50% من أفراد العينة المسألة حرية شخصية. واعتبرت الدراسة أن هذا المنحى الإيجابي لأغلبية المواقف، ينبغي أن يؤخذ بحذر شديد، حيث يمكن أن تكون بعض من تلك المواقف تعبر عن نوع من " اللاهتمام" أكثر منها تعبير عن اقتناع إيجابي بمسألة حرية الجسد الأنثوي في الفضاء العام، حيث إن المؤشرات الواردة في الاستمارة، التي تؤشر بشكل واضح لا لبس فيه عن المواقف الإيجابية حازت على نسب متدنية. وفي هذا السياق كشفت الدراسة أن اعتبار هؤلاء النسوة متحررات الجسد في الشارع، متعلمات ومتفتحات ومتنورات، لم تتجاوز في مجموع النسب 15.8% عند الذكور و 10.3% عند الإناث، في حين، تم وصف هؤلاء النسوة متحررات الجسد في الشارع، أنهن غير محترمات، ومنحرفات، ورخيصات وسيئات التربية عند 31.3 % من أفراد العينة، بل وبلغ الأمر إلى اعتبارهن كافرات.