يبدو أن بوادر العودة إلى الحياة الطبيعية ما قبل "كورونا"، أصبحت وشيكة، بعد شروع المغرب في عملية تلقيح مواطنيه بعد تسجيل ارتفاع في عدد المستفيدين من الجرعة الأولى للقاح، وإقبال عدد كبير من المواطنين على حجز موعد لتلقي التطعيم ضد الفيروس التاجي. ووفق آخر معطيات عملية التلقيح ضد كوفيد19 بالمغرب، أعلنت وزارة الصحة عن تلقيح أزيد من 126 ألف شخص إلى حدود مساء أمس الأحد، وأبرزت، أن هذا المؤشر يتيح التأكيد على أن انطلاق حملة التلقيح تجري في أفضل الظروف. ويراهن المغرب على الوصول إلى مناعة جماعية قبل 15 أبريل المقبل، عبر استهداف 80 في المائة من الساكنة، وذلك للخروج بسرعة من هذه الأزمة التي تسبب فيها الوباء الذي أثر على المملكة اجتماعيا واقتصاديا، غير أن تحقيق المناعة الجماعية سيستغرق أشهرا قليلة لبلوغ هذا المعطى. وبحسب تصريح سابق لوزير الصحة خالد آيت طالب، فإنه بناء على جدول عملية التلقيح التي ستستغرق 12 أسبوعا، من المحتمل أن يحقق المغرب مناعة جماعية في بداية شهر ماي. يشار إلى أن وزارة الصحة رخصت لاستعمال لقاح "سينوفارم" ضد الجائحة، مؤكدة مطابقته للمواصفات والمعايير المعتمدة دوليا وتوصيات منظمة الصحة العالمية ذات الصلة، مشيرة إلى أن اللقاح قد استوفى جميع الشروط المرتبطة بالجودة والفاعلية والسلامة، وخلوه من أية أضرار جانبية محتملة. هذا وانطلقت، الجمعة الماضي، عملية التلقيح ضد كوفيد-19 في عدد من المناطق وجهات المملكة، وشملت عملية التلقيح مجموعة من الأطر الصحية والعاملين في الصف الأمامي، وكذا في صفوف الأمن الوطني، وذلك في إطار الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا المستجد كوفيد- 19، في المراكز المخصصة لهذه العملية. كما شملت العملية عددا من الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 75 عاما، وذلك في جو من التعبئة لضمان إنجاح هذه الحملة الوطنية، وفق معايير الأسبقية للفئات المستهدفة التي وضعتها وزارة الصحة. وتستهدف الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كوفيد- 19 بطريقة تدريجية، الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ويتعلق الأمر بالأساس، بأطر الصحة البالغين من العمر 40 سنة فما فوق، والسلطات العمومية والقوات المسلحة الملكية وكذا نساء ورجال التعليم ابتداء من 45 سنة، وكذلك الأشخاص المسنين البالغين 75 سنة فما فوق، وفي مرحلة أولى، المناطق الأكثر عرضة لمعدلات مرتفعة من العدوى.