بهدف المواراة على إخفاقاته الاستخباراتية في العديد من الملفات وعلى رأسها ملفا ليبيا والصحراء المغربية، حاول المدير العام للوثائق والأمن الخارجي محمد بوزيت الملقب بالجنرال "يوسف" بالجزائر، دق آخر مسمار في نعش حياته المهنية ومنصبه لعل هذا المسمار يبث فيها الحياة من جديد. وأفاد موقع "algeriepartplus"، أن رئيس المخابرات الخارجية الجزائرية عرض صفقة على المرشح محمد بازوم الذي تصدر نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية للنيجر في 2 يناير الجاري، حيث سيواجه رئيس النيجر الأسبق من 1993 حتى 1996 محمان عصمان، في الجولة الثانية المقررة في 20 فبراير القادم. وذكر المصدر ذاته، أن المسؤول الجزائري خطط لعملية حساسة تهدف إلى التأثير على الانتخابات الرئاسية في النيجر، الدولة المجاورة للجزائر والتي تشترك معها في 951 كيلومترًا من الحدود، عن طريق دعم الحملة الانتخابية للمرشح محمد بازوم، بتخصيص تمويل مليوني دولار للحملة مقابل اصطفاف دبلوماسي مستقبلي مع مواقف الجزائر في ملف الصحراء المغربية وليبيا. وقال ذات المصدر، إن وزير الدولة السابق ووزير الداخلية والأمن العام واللامركزية والشؤون الدينية من 12 أبريل 2016 إلى 29 يونيو 2020 محمد بازوم، تم التواصل معه خلال شهر دجنبر 2020 من قبل مكتب رئيس المخابرات الجزائرية الخارجية من أجل صياغة عرض جذاب للمرشح المذكور من أجل السيطرة على السلطة. وبدأت بالفعل المفاوضات بين المخابرات الخارجية الجزائرية، ومحمد بازوم ووزير الخارجية الأسبق من 1995 إلى 1996 ومن 2011 إلى 2015، المطلع جيدًا على الجزائر ونظامها المعقد، "حتى أنه يعرف شخصيًا اللواء يوسف بوزيت الذي عمل كثيرًا في منطقة الساحل". يقول المصدر، مشيرا إلى أنه لم يتردد في قبول مساعدة المخابرات الجزائرية الخارجية، خاصة وأن الحملة الرئاسية تحتاج دائمًا إلى أموال لضمان نجاحها وفعاليتها على أرض الواقع. وفي الوقت الذي أكد فيه محمد بازوم أنه لن يقبل جميع شروط اللواء يوسف بوزيت، أصر هذا الأخير خلال مفاوضاته مع المرشح على نقطة استراتيجية، وهي الحضور الرسمي لرئيس البوليساريو إبراهيم غالي خلال حفل التنصيب. وهو الوجود البروتوكولي الذي يهدف عبره إلى إعادة لفت الانتباه إلى قضية الصحراء المغربية، لاسيما بعد الاعتراف الرسمي للبيت الأبيض بالسيادة المغربية على هذه المنطقة المغربية التي افتعلت حولها الجزائر وصنيعتها البوليساريو النزاع منذ 1975. وأفاد المصدر أن تورط الجزائر في هذه الصفقة أثار جدلا كبيرا في النيجر واشتم العديد من الدبلوماسيين الأجانب، وخاصة الغربيين منهم، رائحة العملية السرية للاستخبارات الخارجية الجزائرية. وفي 25 دجنبر الماضي، هبطت طائرة عسكرية جزائرية في مطار تاهوا، مدينة تقع وسط النيجر، قبل توجهها إلى مطار ديوري حماني الدولي الواقع جنوب شرق العاصمة نيامي، يقول الموقع، مشيرا إلى أن عدة مصادر أكدت له أن نقل الأموال التي وعد بها رئيس المخابرات الخارجية الجزائرية المرشح محمد بازوم تم بسرية تامة عبر الطائرة العسكرية المذكورة. وبدأ المواطنون في نيامي يتحدثون عن انخراط الجزائر المباشر في العملية الانتخابية في النيجر، يقول المصدر، مشيرا إلى أنه وفي حالة ما إذا فاز خصم محمد بازوم بالانتخابات، فإن الجزائر ستجد نفسها في مواجهة قوة جديدة في النيجر والتي لن تظهر لها صداقة كبيرة في هذه الأوقات العصيبة للغاية في منطقة الساحل. ولكن لإنقاذ منصبه، يقول الموقع، "سيكون اللواء يوسف بوزيت جاهزا مرة أخرى لأي شيء، إنه يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى نجاح صغير لمحو فشله منذ عودته إلى رئاسة المخابرات الخارجية الجزائرية في نهاية أبريل 2020".