سلط المشاركون في ندوة، حول موضوع: "الأمن الغذائي: هل يمكن إرساء شراكة استراتيجية بين البرازيل والبلدان العربية؟"، الضوء على التقدم الذي حققه المغرب في مجال الأمن الغذائي. وقال مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي، فوزي بكاوي، في الندوة التي نظمت في إطار المنتدى الاقتصادي العربي البرازيلي، "إن المملكة أطلقت، بعد نجاح مخطط المغرب الأخضر، استراتيجية "الجيل الأخضر" التي تروم تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في احترام تام لمبادئ الاستدامة". وأضاف بكاوي أن المعهد الوطني للبحث الزراعي يعمل على تطوير فلاحة منيعة ومستدامة وتنافسية بهدف رفع تحدي الأمن الغذائي، موضحا أن مؤسسته ولبلوغ هذا الهدف تسهر، بشكل خاص، على التحسين الوراثي للنباتات وتعزيز النظم الزراعية المرنة والقابلة للتطوير وإعادة تأهيل الأراضي الزراعية والرعوية، ومواكبة التعاونيات التي تنشط في مجال الصناعات الغذائية. وأكد أن المعهد يعتمد، في إطار برامجه الخاصة بالتحسين الوراثي للنباتات، على تقييم وتثمين التنوع البيولوجي للأنواع النباتية وتوظيف التكنولوجيا الحيوية الحديثة، وذلك بهدف مواجهة ندرة الأمطار والضغط على الموارد المائية، مشيرا إلى أن المؤسسة المذكورة تتوفر على 23 مركزا للأبحاث موزعة على جميع أنحاء البلاد وفق خصائص كل منطقة. وأشار بكاوي إلى أن هذه الجهود مكنت، بشكل خاص، من بلورة خرائط تهم 9ر6 مليون هكتار تساعد في اختيار البذور المناسبة بناء على خصائص التربة والظروف البيئية لكل منطقة. من جانبها، قالت اسمهان الوافي، كبيرة العلماء في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، إن السؤال الحقيقي الذي يجب طرحه اليوم يتعلق بنجاعة استخدم الموارد الطبيعية، داعية إلى إرساء شراكات قوية بين البلدان المنتجة والمصدرة مثل المغرب، والبرازيل وبلدان أخرى تعتمد على الواردات، لا سيما على مستوى تبادل الخبرات والتجارب. ويهدف المنتدى، الذي تنظمه الغرفة التجارية العربية البرازيلية من 19 إلى 22 أكتوبر الجاري عبر تقنية الفيديو، إلى تسليط الضوء على السبل الكفيلة بتطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية بين البرازيل والعالم العربي وتعزيزها بشكل مستدام.