لازال عدد كبير من الفنانين والموسيقيين يعيشون على وقع الصدمة بسبب لائحة المستفيدين من برنامج الدعم الاستثنائي المخصص لقطاع الفن برسم عام 2020، التي أفرجت عنها وزارة الثقافة والشباب والرياضة بداية الأسبوع الجاري. وعبرت مجموعة من الوجوه الفنية والموسيقية المعروفة في الساحة الفنية عن استيائها من طريقة توزيع الدعم، والإقصاء الذي طالها في العملية، من خلال تدوينات ومقاطع فيديو نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تتساءل فيها عن المعايير التي اعتمدتها الوزارة في اختيار الأسماء المستفيدة وإقصاء أخرى في حاجة ماسة للدعم. وفي هذا الصدد خرجت الفنانة المغربية لطيفة رأفت في فيديو مصور على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، عبرت من خلاله عن حرقتها على مصير الأغنية المغربية قائلة: "جاتني البكية على الأغنية على المغربية"، بسبب النقاش الذي أثير حول توزيع دعم إنتاج الأغنية المغربية. وقالت لطيفة في ذات التدوينة الموجهة للوزير المشرف على القطاع عثمان الفردوس، إن الوزارة "ارتكبت خطأ جسيما في توزيع الدعم الخاص بالأغنية المغربية، حيث استفادت أسماء غير معروفة ومن بينها شركة خاصة للبناء"، مضيفة أن كل ما يربطها بوزارة الثقافة هي بطاقة الفنان، التي تعتز بها والتي تسلمتها من يد الملك وهي تعتز أيما اعتزاز بهذه اللحظة في حياتها. وأضافت الفنانة المغربية بنبرة حزينة: "قبل متعطي مليار و400 مليون عرف هاذ الناس آش كيديرو"، في الوقت الذي يعيش فيه مئات العازفين ضيق ذات اليد في زمن كوفيد-19، وقالت: "العازفين كيموتوا بالجوع وكيبيعوا الآلات ديالهم باش ياكلوا". بدوره صب الفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي، جام غضبه على وزارة الثقافة في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، متهما إياها بإهانته وإقصائه من المحافل الفنية، بالرغم من مساره الفني الحافل الممتد لأكثر من 45 سنة، قائلا : "لا أدري ماذا يعني الفن الشعبي المغربي بالنسبة لوزارة الثقافة، ولا أدري لما الضحك على دقون الناس، ولماذا أعلنت وزارة الثقافة عن دعم إستثنائي، وكذبت على الفنانين بينما جاءت نتائج الدعم كالمعتاد ونفس الأسماء المستفيدة دائما". وأضاف المغني الشعبي في تدوينته: "وزارة الثقافة التي لم تكلف نفسها ولو باتصال هاتفي للإطمئنان على صحة فنان أفنى عمره لإسعاد الشعب، فالستاتي فنان الشعب وسيبقى للأبد، أكثر من 45 سنة شهرة وتُقْدم وزارة الثقافة على إهانتي وإهانة الفن الشعبي بهذا الشكل والإقصاء الدائم من جميع محافلها". كما طالب الستاتي الوزارة بإلغاء الدعم الموسيقي المخصص لمجموعة من الفنانين، وتحويل المبلغ المخصص لذلك لإنشاء مستشفيات أو مدارس أو دعم الطبقة الهشة. من جهتها أوضحت وزارة الثقافة على موقعها الإلكتروني أن لجان الدعم المكلفة بدراسة ملفات طلبات الدعم اجتمعت وعالجت 1096 مشروعا، ودعمت منها 459 مشروعا في مجالات تنضوي تحت خانة قطاع الفن والثقافة تنفيذا للنصوص القانونية المنظمة والمحددة لكيفيات منح الدعم في المجالات المذكورة، وتطبيقا لدفتر التحملات المؤطر للدعم برسم سنة 2020، ويتعلق الأمر بالمجال المسرحي والفنون التشكيلية والبصرية والمعارض التشكيلية، إضافة إلى الموسيقى والأغاني وفنون العرض والفن الكوريغرافي، وذلك بهدف دعمهم وتشجيع المشاريع الفنية حسب الوزارة. هذا وأثارت لائحة نتائج برنامج الدعم الاستثنائي المخصص لقطاع الفن برسم عام 2020، التي كشفت عنها وزارة الثقافة والشباب والرياضة، يوم أمس الاثنين، استياء عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وكذا عدد من الفنانين المغاربة. وعبر كثيرون عن غضبهم لتضمن هذه اللائحة لأسماء معروفة وكبيرة في الوسط الفني، وكذا من المبالغ الكبيرة التي منحت لهم، في حين تم تغييب أسماء أخرى ربما هي في أمس الحاجة لهذا الدعم.