بعد مطالبته لأخنوش، الرئيس الحالي لحزب التجمع الوطني للأحرار، بأن يبتعد عن تسيير الحزب بمنطق السوق، والإنصات للأصوات المعارضة وتقبل النقد البناء، خرج من جديد عبد الرحيم بوعيدة، القيادي بذات الحزب والرئيس السابق لجهة كلميم وادنون، ليؤكد أن "منطق السياسة يفرض الإختلاف في التوجهات ويفرض أيضا أن نقول لا حيث يجب أن تقال لأن الإجماع ظاهرة غير صحية". واستشهد بوعيدة بقول الراحل الملك الحسن الثاني، مشيرا إلى أنه" بحنكته ونفاد بصيرته قال ذات يوم "إذا لم يكن لدينا من يقول: لا، فعلينا بصناعته"، مشددا على أنه كان يدرك بحس السياسي أهمية الإختلاف في تقوية المؤسسات وتحصينها ومعرفة توجهات الرأي العام. ونبه بوعيدة في تدوينة له على "فيسبوك"، إلى أن العكس تماما هو ما يحدث في حزب الأحرار، مشيرا إلى أنه "لاصوت يعلو فوق صوت الولاءات ومسار الثقة وأغراس أغراس وكأننا إزاء "الكتاب الأخضر" للقذافي الذي سألته مذيعة أجنبية كان قد أهداها كتابه الأخضر، وبعد أن قرأته سألته : هل تؤمن بالله ؟ فأجاب باندهاش "نعم"، قالت له لأني ظننت في لحظة قراءة أنك أنت الله"، في إشارة إلى هيمنة وسيطرة الرأي الوحيد. وأوضح ذات القيادي بحزب "الحمامة"، أنه "في الأسابيع الأخيرة من إنشاء الحركة التصحيحية اتضح لي بما لايدع مجالا للشك أننا إزاء شيء آخر غير الحزب نفسه الذي نشأ منذ أربعين سنة بكل عيوب النشأة وتعثرات البداية"، مردفا بالقول "لايهمنا تجاهل المكتب السياسي، فهذا ماكنا نتوقعه لأن من يعتبرنا خارج الحزب أو لا علاقة لنا به هو نفسه الذي عليه أن يراجع التاريخ ليعلم من يجب أن يبقى ومن عليه أن يرحل". وشدد، رئيس جهة كلميم-واد نون، السابق، على أن "المؤتمر الوطني للأحرار سيصوت في موقع "زووم" إلكترونيا وليس هذا بغريب، لأن القانون المنظم لشركات المساهمة يسمح بالتصويت إلكترونيا للجمعيات العامة، بل يعطي إمكانية التفويض على بياض لمجلس الإدارة الذي في حالتنا هنا هو المكتب السياسي ومن يقودون الحزب تشابه عليهم الأمر". وكشف بوعيدة أن "حزب الأحرار اليوم يعيش وحدة قاتلة داخل مشهد حزبي يتجه للتكتل، فلا "البام" يريده وهو الذي كان في الماضي رديفه الذي أفرغه من كل مناضليه وأعيانه، و"العدالة والتنمية" لايطيقه لأنه قام بدور مرسوم بحرفية في حكومة بنكيران الثانية"، واستطرد قائلا: "حتى الإتحاد الدستوري الذي دخل في زواج كاتوليكي معه يطلب اليوم التطليق للشقاق لأن الزواج لم يكن متكافئ وهذا شرط في صحة أي زواج شرعي". وأشار نفس القيادي، إلى أن "رفاق نبيل بن عبد الله والاستقلال لن يتحالفوا معه، فهل بقي له سوى من أوقف بنكيران لإدخاله ولو بمقعد يتيم والحال من بعضه كلاهما حاله لايسر الناخبين ولا الناظرين". وختم بوعيدة تدوينته بالقول: "لانريد هدم المعبد ولا تقويض الحزب من الداخل، يكفيه ضربات الخصوم التي لايجرؤ أحد للرد عليها. نحن نعكس توجها يقوي الحزب لو عرف كيفية استغلاله بدل صم الآذان، لأن في النقد الصريح تعرية لمكامن الخلل قبل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ولو تجاوز الحزب كل هذه الهفوات وتخلص من الشحوم الزائدة" على حد تعبير بوعيدة.