منذ أن ظهر وباء فيروس"كورونا" بالمملكة، في شهر مارس الماضي، وفي أواخر 2019 وبداية 2020 بالعالم، والدراسات حول "كوفيد-19" لم تتوقف، فبشكل مستمر تعلن منظمة الصحة وشركات طبية، وأساتذة الطب والباحثين عن مستجدات الفيروس حتى يتمكن العالم من الإستفادة من الدراسات والأبحاث بغرض الوصول إلى لقاح ضده، وكثرت الأخبار حول طريقة انتقال الفيروس من المحيط الخارجي إلى جسم الإنسان وخلاياه، فمنهم من أكد أنه يصيب الآخرين عن طريق اليد أو الأنف أو الفم أو العين، وآخر معطى توصل إليه باحثون يفيد أن الوقاية والحماية الأكيدة من الفيروس تتم بارتداء نظارات واقية للعين. وفي هذا الصدد، حاور موقع "برلمان.كوم"، الطبيب المختص في طب وجراحة العيون وتصحيح النظر، عمر الفلاحي، حيث كشف عن مجموعة من النقاط الخاصة بالفيروس وعلاقته بالعين، وعما إن كان الانتقال عبرها وارد فيما يهم فيروس "كورونا"، ومجموعة من الأسئلة التي رد عليها. علاقة الفيروس بالعين والرئة يقول الدكتور الفلاحي، إن الفيروس من الممكن أن يدخل عن طريق خلايا الملتحمة باعتباره (virus intracellulaire)، ويتنقل بفعل الخلايا، حتى ينتشر في الجسم، أو بطريقة ثانية بالانتقال من خلايا العين إلى دم الإنسان، وبهذا يمكنه أن يمس جميع أعضاء الجسم بما فيهم "الرئة"، أو بواسطة الدموع التي تمر من العين إلى الحلق عن طريق قناة الدمع المسدودة ليصل إلى "الرئة"، وبهذا يصبح جسم الإنسان حاملا للفيروس. انتقال الفيروس عبر العين يفيد الدكتور الفلاحي، أن هناك قطرات خفيفة يطلق عليها بالفرنسية اسم "gouttelettes de Flügge"، ينتجها الإنسان خلال الحديث، أوالعطس، والتي تنتشر عبر الهواء، ويمكن أن تنقل العدوى إلى الآخرين على بعد متر واحد في حال كانت تتضمن على الفيروس، وإن لم يكن الشخص يرتدي كمامة واقية فتصل له عدوى الفيروس التاجي بكل سهولة حيث يستنشقها من الهواء وتصيب في الأخير الجهاز التنفسي؛ ويضيف الطبيب أن هذه القطرات هي عبارة عن قطرات اللعاب التي من خلالها يقوم الأطباء بأخذ عينات منها خاصة تلك التي تتواجد بحلق الإنسان بغرض القيام بتحاليل "PCR". أعراض التهابات العين الناتجة عن الفيروس يؤكد الطبيب المختص في طب وجراحة العيون وتصحيح النظر، أنه في بعض الأحيان تظهر أعراض التهابات العين الناتجة عن الفيروس، كالإحمرار، والدمعان، والنفخ على مستوى الجفون، والآلام، والتي تماثل أعراض "السواح" "Conjonctivite virale"، باعتبار أنها من بين الأعراض الفيروسية، متابعا أن العديد من الحالات المصابة بالفيروس يتم التعرف عليها من خلال الأعراض السالفة الذكر، قبل أن تخضع للتحاليل المخبرية الخاصة بالكشف المبكر عن الفيروس. مدى صحة ارتداء نظارات الحماية أو الوقاية يقول الطبيب المختص، إن ارتداء نظارات الوقاية يحمي العين من أية فيروسات سواء "كورونا" أو غيرها، إلا أنها ليست ضرورية بالنسبة للشخص العادي، بل على العكس يرى أنه من المفروض أن يرتديها الطبيب والممرض وكل من يشتغل في قطاع الصحة، باعتبارهم أكثر العناصر عرضة للمرض وحمل الفيروس، حتى تمكنهم من الحماية اللازمة أثناء عمليات الفحص اليومي للمرضى وغيرها من الحالات التي تتطلب حماية أكثر منهم، لكن بالنسبة للمواطنين فارتداء الكمامة كاف لحمايتهم من الفيروس. النصائح المهمة في ظل أزمة "كورونا" ينصح الطبيب المختص عمر الفلاحي، أنه في ظل أزمة "كورونا"، يجب ارتداء الكمامة الطبية، باعتبارها الوسيلة الأنجع للحماية من القطرات المنتشرة عبر الهواء، والفيروسات، إضافة إلى غسل اليدين بشكل مستمر ويومي لأن الفرد قد يمس وجهه بيده لأكثر من 15 مرة في اليوم بدون شعور، وهو ما قد ينقل للوجه مجموعة من الفيروسات، والتي تدخل عن طريق الجهاز التنفسي أو العيون.