تضمن الخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس إلى الشعب المغربي بمناسبة 20 غشت (ذكرى ثورة الملك والشعب) رسائل واضحة ذات مضامين قوية سواء إلى النخب السياسية المغربية أو المجتمع المدني أو المواطنين أنفسهم . فمع اقتراب الانتخابات الجماعية التي يشهدها المغرب في الرابع من شتنبر القادم ، أبى الملك إلا أن يضع الجميع أمام مسؤوليته ،خاصة وأن هذه الاستحقاقات تأتي في مرحلة تمثل منعطفا حاسما بالنسبة لمستقبل المغرب ،حيث أنها تتم في ظل وثيقة دستورية جديدة راهن عليها الجميع ، سواء بالنسبة للنظام السياسي أن الفعاليات السياسية والمجتمع المدني ، من أجل بلوغ ما يتطلع إليه الشعب المغربي من كسب لرهان الديمقراطية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتكريس التدبير العقلاني القائم على الحكامة والمسؤولية. وفي هذا الصدد لم يفت الملك أن يضع النقط على الحروف وينبه إلى مسؤولية المنتخبين المحليين في خدمة مصالح المواطين ومسؤولية هؤلاء في اختيار أفضل المرشحين للاضطلاع بهذا الدور . كما سلط الضوء، من خلال هذا الخطاب بما تضمنه من بسط للواقع كما هو بعيدا عن لغة الخشب ، على بعض الممارسات السلبية التي يلجأ إليها بعض المرشحين والنخب من فاقدي الضمير وروح المواطنة لتزييف إرادة الناخب بشتى الطرق غير الشريفة ، الأمر الذي يدفع شريحة هامة من المواطنين إلى العزوف عن التصويت والنأي بأنفسهم عن الحياة السياسية ، والخاسر الأكبر في هذه الحالة هو الوطن والمواطن على حد سواء. ومما لشك فيه أن مضامين الخطاب الملكي بشأن الانتخابات المقبل ستلقى الصدى الإيجابي الذي تستحقه لدى ملايين المواطنين الذين يتطلعون إلى مستقبل أفضل لهذا الوطن يقطع مع أعطاب الماضي وما تميز به من ممارسات تعرقل كل جهود التقدم والنهوض بمقدرت البلاد في مختلف المجالات . كيف لا وقد جاء هذا الخطاب مفعما بروح من الصدق والمسؤولية والوضوح .