شهدت مجموعة من المدن المغربية ارتفاعا صاروخيا مفاجئا في أسعار الخضر والفواكه، ما جعل المواطنين يتساءلون عن ما إذا كان هذا الارتفاع للمواد المعيشية سيستمر أو أنها موجة عابرة بسبب قلة التساقطات المطرية التي جعلت الموسم الفلاحي يعاني الجفاف؛ أم بسبب المضاربات بين التجار الكبار، مشددين على أن هذا الارتفاع يؤثر على قدرتهم الشرائية، لاسيما وأن العديد منهم فقدوا عملهم بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد. وفي سياق متصل، عزا مجموعة من المهنيين بالمجال الفلاحي، هذا الارتفاع في الخضر والفواكه إلى الأزمة التي أحدثتها جائحة كورونا، “كوفيد-19″، حيث لم يعد نقل البضائع أمرا سهلا بين المدن التي توجد بها أسواق الجملة، ذلك لأن عددا من أصحاب الشاحنات التي تنقل هذه السلع المعيشية لا تتوفر على رخصة التنقل التي تمنح من السلطات؛ مما يجعل الأمر محتكرا من قبل عدد قليل من الموردين. وأشاروا أيضا إلى أنه في ظل هذه الظروف التي يمر منها الوطن يلجأ مجموعة من الفلاحين إلى المضاربة بطريقة غير مشروعة في أسعار الخضر والفواكه، حيث يخرقون القرارات التي وضعتها السلطات فيما يتعلق باحترام تحديد الأسعار، وعدم الزيادة فيها بطرق تلهب جيوب المواطنين. وجدير بالذكر أنه رغم الجهود التي تقوم بها اللجنة الوزاراتية المكلفة بالتموين والأسعار وعمليات مراقبة الجودة والأسعار، إلا أن بعض المضاربين يرفعون الأسعار بطرق خارج إطار القانون، ما يزيد من ثقل جيوب المواطنين، وخصوصا منهم أولئك الذين تضرروا بفعل الجائحة.