يقرب موقع “برلمان.كوم” خلال شهر رمضان الكريم، قراءه الأعزاء من تاريخ المدن والعواصم، من بوابة سلسلة تحمل عنوان “عواصم ومعالم عبر التاريخ“، بحيث سيتم تناول تاريخ العديد من العواصم والمعالم المشهورة على المستوى العالمي. وتتطرق حلقة اليوم من سلسلة “عواصم ومعالم عبر التاريخ”، لتاريخ العاصمة الإيطالية روما، التي تعتبر من بين العواصم التاريخية في القارة الأوروبية. وتعد العاصمة الإيطالية روما التي عرفت تاريخيا باسم المدينة الخالدة، من أقدم المدن التي تعاقب عليها الاحتلال على مرّ العصور في قارة أوروبا. وشكلت مدينة روما من خلال تاريخها الغني وأهميتها الأثرية والدينية مركزاً حضاريا لباقي أنحاء أوروبا، فهي تعد ثالث أكثر مدينة زيارة في دول الاتّحاد الاوروبي، والرابعة عشر على مستوى العالم أجمع. وتعددت الرّوايات والأساطير التاريخية حول تسمية مدينة روما بهذا الاسم، فمن هذه الروايات ما يرجح أن اسمها مُشتقٌ من كلمة (رومون) وهو الاسم القديم لنهر التيبر، إلا أنّ ما اشتهر من هذه الروايات يشير إلى أن تسميتها يعود إلى مؤسسي المدينة، وهم الأخوين رومولوس وريموس عام 753 قبل الميلاد، فقد اختلف الاثنان على الشخص الذي سيحكم المدينة منهما، مما أدى إلى أن قتل رومولوس أخيه ريموس، وسمى المدينة باسمه بعد ذلك. ويمتد تاريخ روما على ألفين وخمسمائة عام، حيث كانت المدينة عاصمة المملكة الرومانية وتعتبر إحدى أماكن ولادة الحضارة الغربية والجمهورية الرومانية والإمبراطورية الرومانية التي كانت القوة المهيمنة في أوروبا الغربية والأراضي المطلة على البحر الأبيض المتوسط لأكثر من 700 سنة منذ القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن السابع الميلادي. وتضم مدينة روما الإيطالية العديد من الأماكن التاريخيّة الأثريّة، حيث لعبت الآثار والمباني الرومانية القديمة دوراً مهماً في نهضة الدولة والإمبراطوريّة الرومانيّة، وتطوّر مدينة روما، حيث ساعد بناء الطرق ذات الجسور في سهول التواصل مع باقي الإمبراطوريات.