يبدو أن القرار الذي اتخذه المغرب المتعلق بترسيم حدوده البحرية أقلق الجارة الشمالية للمملكة، حيث كشفت صحيفة “إلباييس” الإسبانية أن مدريد ستختار الحكمة في تعاطيها مع مسألة ترسيم المغرب لحدوده البحرية بما فيها الجنوبية، بالنظر إلى أهمية الرباط في مراقبة الهجرة، لكن من المتوقع، حسب الجريدة، أن تجري إسبانيا مفاوضات مع المغرب لتسوية هذه القضية، مما يدل على أن هذه الأخيرة متوجسة من القرار المغربي. وأضافت ذات الجريدة نقلا عن مصادرها من وزارة الخارجية الإسبانية، أن هذه الأخيرة “لا تعرف تفاصيل المشروع المغربي، على الرغم من أن وزير الخارجية المغربي التقى خلال الأسبوع الأخير من شهر نونبر الماضي، مع مسؤولين إسبان رفيعي المستوى من بينهم نائب رئيس الحكومة، وعقدت بينهما اجتماعات، همت موضوع الهجرة، وكيفية السيطرة على تدفقاتها، لكن بوريطة لم يثر حينها مسألة ترسيم الحدود إطلاقا”. وأوضحت الجريدة الإسبانية الذائعة الصيت، أن إسبانيا ستأخذ موقفا معتدلا للغاية من هذه المسألة، وربما ستطلب مناقشة الموضوع في الاتصالات الثنائية المتكررة بين البلدين، فمن الوارد أن تطلب مدريد عقد اتفاق مع المغرب فيما يخص مسألة ترسيم حدوده البحرية الجنوبية. وجديربالذكر أن البرلمان المغربي، صوت الإثنين الماضي، بالإجماع على مشروع قانون يرسم الحدود البحرية ليمتد إلى الصحراء، لتثبيت سيادته على المياه الإقليمية للصحراء المغربية، لقطع الطريق أمام انتهاكات جبهة البوليساريو الانفصالية في الصحراء المغربية.