اختتمت فعاليات النسخة الثامنة من المؤتمر الدولي السنوي “حوارات أطلسية”، الذي احتضنته مدينة مراكش من 12 إلى 14 دجنبر، والذي ينظمه “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد”، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس بجلسة مخصصة لأمريكا اللاتينية بحضور رؤساء دول سابقين. علاوة على جلسة أشيد فيها بالشباب الخمسين الذين شاركوا في برنامج القادة الرواد. وحسب بيان للمركز، ففي كلمته الختامية، نوه كريم العيناوي، رئيس مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد بأن “النسخة الثامنة للحوارات الأطلسية كانت تجربة رائعة، تعكس قيمنا، التي تشمل النقاش الشيق، والاتفاق على الاختلاف، والتحليل والعمل المستند إلى الحقائق والمنفتح على الحوار، والمتسامح مع الاختلاف… إننا نعتبر أنفسنا بمثابة مصممي فضاء، أكثر من أي شيء آخر. ويتوجب علينا نحن وصناع القرار أن ننصت إلى بعضنا البعض بشكل أكبر”. وأضاف البيان، أن “واجهة المحيط الأطلسي في إفريقيا تحديات مشتركة، مع تنامي التمدد الحضري على الساحل، وقضايا الولوج إلى الطاقة ونقص البنى التحتية. وفي هذا الصدد، ارتأى مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد أنه بات من الضروري مد الجسور داخل هذا الفضاء وتحفيز الفكر والحوار. وتجدر الإشارة إلى أن حوض الأطلسي يزخر بإمكانات فريدة حيث يشكل ملتقى لتجارب الشمال والجنوب، وهي شراكة تقليدية يتعين تعزيزها مع إعادة استكشاف وإنتاج العلاقة جنوب – جنوب”. وتكريسا لروح الثقة والانفتاح والصراحة، يشير المصدر، فقد كان من المهم بالنسبة لمركز السياسات أن يجعل من التنوع ثابتة أساسية لفعاليات المؤتمر، مع الحرص على تحقيق التوازن المنشود بين مختلف البلدان والأقاليم ومجالات النشاط. وقد عرفت العديد من الجلسات رفيعة المستوى مشاركة شخصيات بارزة من بينها الرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو، الذي ركز في مداخلته على “العيش في حقبة تسودها الشكوك”. فحسب قوله، “كان العالم فيما مضى يسعي لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية والنمو والتقدم. وقد تحققت معظم هذه الأهداف باستثناء الإنصاف والعدالة والديمقراطية، علاوة على تعددية الأطراف”. وتم تناول موضوعات أخرى، سياسية واقتصادية ومجتمعية استأثرت باهتمام المشاركين، من قبيل صعود الشعبوية، وأزمة الديمقراطية، وقضية اللاجئين، دون أن ننسى المناخ والطاقة، و”التكنولوجيا والرفاه وعدم المساواة” و”الأزمة المالية الدولية المقبلة” وكذلك “حظوظ استمرار” نظام التجارة العالمي القائم على القواعد. وتجدر الإشارة إلى أنه خلال هذه النسخة الثامنة للمؤتمر، تم عكس المقاربة من خلال تبني وتسليط الضوء على وجهات النظر والتحليل المنبثق من بلدان الجنوب، عبر تقرير التيارات الأطلسية (Atlantic Currents). وفي انسجام مع هذا فإن الروح السائدة هي روح إفريقيا واثقة تسعى لبلورة تميزها والترويج لخبرتها.