اختتمت أمس السبت 14 دجنبر، فعاليات النسخة الثامنة من المؤتمر الدولي السنوي “حوارات أطلسية”، الذي احتضنته مدينة مراكش من 12 إلى 14 دجنبر،، والذي ينظمه “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد”، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس. وناقش المتدخلون بهذه الدورة من المؤتمر التي اختير لها كعنوان ” “الجنوب في عصر الاضطرابات”، عدة قضايا استطاعت أن تقارب في مجملها التحديات التي تواجهها منطقة المحيط الأطلسي، بشمالها وجنوبها، مع الحرص على وضع الجنوب في منظومة النقاش العالمي، على مختلف الأًصعدة. ومن بين القضايا التي ناقشها مجموعة من الخبراء، والأكاديميين، والاقتصاديين وعلماء اجتماع من دول مختلفة من العالم، هناك الطاقة و المناخ، والتكنولوجيا والرفاه، وعدم التكافؤ، وأزمة الديمقراطية، واللاجئين وحماية المهاجرين. وفيما يخص الجلسة المكرسة للطاقة والمناخ، فقال “ثيون نيانغ”، المستشار السابق للرئيس أوباما، وهو رائد أعمال في السنغال وأحد المشاركين في تأسيس شركة (أكون لايثين أفريكا)، إن القارة الأفريقية “تمتلك 30٪ من موارد العالم”، مردفاً أنه رغم ذلك ” لدينا 600 مليون شخص لا يحصلون على الطاقة و 900 مليون شخص بدون طاقة نظيفة لأغراض الطهي”. مشيراً إلى أن الصين أصبحت أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل الولاياتالمتحدة وأوروبا والهند واليابان. أما جلسة “التكنولوجيا، الرفاه وعدم المساواة”، فأشار خلالها “برونو بوكارا”، الخبير الفرنسي ومؤسس مركز “الحوار الاجتماعي-التحليلي” في نيويورك ، إلى أن التكنولوجيا ، لا سيما وسائل التواصل الاجتماعي ، “تزيد من الرغبة في الإرضاء النرجسي – ضارباً مثالاً بالإعجابات على فيسبوك. ومن جهتها أعربت “ماريا تيريزا فرنانديز دي لا فيغا”، رئيسة مجلس الدولة الأسباني ، عن قلقها إزاء عدم المساواة البنيوية بين الجنسين في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وفيما يتعلق بموضوع أزمة الديمقراطية، فترى “ميشيل ندياي”، مديرة برنامج السلام والأمن في أفريقيا ، أن صعود الشعبوية هو أحد أسباب هذه الأزمة، مشيرة إلى أن “العرض الليبرالي كما نرى لم ينجح في العديد من السياقات بما في ذلك في أفريقيا”. مضيفة، “نحتاج إلى الضوابط والتوازنات لمراقبة تنفيذ أركان الديمقراطية ، لكنها غير موجودة في العديد من البلدان”. وبخصوص موضوع اللاجئين وحماية المهاجرين. فقد رسم “ريتشارد دانتزيغر”، المدير الإقليمي لغرب ووسط إفريقيا في المكتب الدولي للهجرة (IOM) ، صورة قاتمة عن وضعية المهاجرين و اللاجئين، إذ قال: ” إن الوقت غير مناسب لكي تكون لاجئًا، في سياق إضعاف حقوق الإنسان ونظام اللاجئين”، مشيرا إلى “تراجع حقوق الإنسان ونظام اللاجئين، وكذا غياب الدولة في أغلب مناطق اللجوء”. وجدير بالذكر أن دورة هذه السنة من “الحوارات الأطلسية” تميزت بمشاركة نحو 500 شخصية من 66 جنسية، بينهم رؤساء دول سابقون ووزراء وموظفون سامون وفاعلون سياسيون وخبراء وأمنيون ورجال اقتصاد.