قال محمد الدخيسي، مدير الشرطة القضائية بالمديرية العامة للأمن الوطني ومدير مكتب الإنتربول بالمغرب، إن انعقاد الاجتماع الرابع لقادة الشرطة العرب بحضور الأمين العام لمنظمة الإنتربول بالمغرب هو اعتراف من هذه المنظمة الدولية بمكانة المغرب كبلد يتمتع بالاستقرار الأمني. وأضاف مدير مكتب الإنتربول بالمغرب في تصريح لموقع “برلمان.كوم”، على هامش اختتام اجتماع رؤساء مكاتب الإنتربول بمراكش، أن الاجتماع أخذ كأولوية له التعاون العربي العربي الثنائي الأطراف بتبادل المعلومات حول المقاتلين الأجانب ومحاربة الإرهاب والتطرف والتحديات الكبرى التي يعرفها العالم في إطار إجرام معقد من بينها الجرائم المنظمة. وتابع الدخيسي، أن التعاون بين مكاتب الإنتربول 17 المشاركين في الاجتماع تطرق إلى التعاون في مجال الجرائم السيبيرانية والتي تتعلق بجرائم التكنولوجيات الحديثة، مشيرا إلى أن استقطاب الجماعات الإرهابية للمقاتلين لصفوفها تجاوز الشكل التقليدي أي الاستقطاب من المساجد، مؤكدا أن المنظمات الإرهابية أصبحت تقوم باستقطاب أتباعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي “تويتر وفيسبوك”. وبخصوص أهمية إحداث مكتب للإنتربول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قال دخيسي، إن فكرة إحداث مكتب بالمنطقة هي ليست بالجديدة، مشيرا إلى أن الفكرة تم تدارسها من قبل أعضاء منظمة الإنتربول قبل سنتين، حيث وضعت كل من السعودية والجزائر والإمارات ترشيحها من أجل احتضان المقر الإقليمي واستقر الاختيار في الأخير على خلق مقر إقليمي للإنتربول في الرياض بالمملكة العربية السعودية. وأشار مدير الشرطة القضائية بالمغرب، أن المكتب الذي سيتم إحداثه بالرياض سيستفيد من تجربة المغرب وخبرته كبلد رائد في المجال الأمني نظرا لقيمة الخبراء الأمنيين المغاربة في مجالات وتخصصات أمنية متعددة، مشيرا إلى أن فتح المكتب بالرياض سيمكن الخبراء المغاربة من تقديم دروس وتكوين لضباط الدول العربية فيما يتعلق بالجرائم المنظمة والتطرف والإرهاب والجرائم السيبيرانية والجرائم الاقتصادية والمالية. وشدد الدخيسي على أن التعاون بين رؤساء مكاتب الإنتربول العرب هو تعاون للتكامل من أجل هدف واحد بمنطق رابح رابح، مضيفا أن الاجتماع خرج بعدد من التوصيات والتي لا يمكن الحديث عنها والكشف عن محتواها لأنها مسائل استعلاماتية واستراتيجية للأجهزة الأمنية. وأوضح الدخيسي أن المغرب يفي بالتزاماته ويتمتع مع الإنتربول وجميع الفاعلين الأمنيين على جميع المستويات، بعلاقات محترمة مبنية على قواعد القانون الدولي والعلاقات الدولية المتعارف عليها على المستوى الدبلوماسي والدولي، وهو ما جسدته إشادة الأمين العام لمنظمة الإنتربول والأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب والدول ال17، بالدور الفعال لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وللمؤسسات الأمنية المغربية في المجال الأمني ومجالات أخرى. جدير بالذكر أنه تم اليوم الثلاثاء اختتام أشغال الاجتماع السنوي الرابع لرؤساء الأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وموريتانيا والسودان والصومال وجبوتي، حيث تضمن هذا اللقاء الذي انعقد يومي 25 و 26 نونبر الجاري بحث آلياتِ توثيق التعاون بين أجهزة الأمن في الشرق الأوسط وشمال افريقيا والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية الأنتربول، لتعزيز التعاون والشراكة بين هذه الدول لتنسيق سياساتِها الأمنيةِ في مواجهة التحديات الأمنية المختلفة.