بحضور جماهيري مهم، وبتواجد مجموعة من نجوم السينما المغربية وكذلك العربية، أعطيت ليلة الإثنين، بساحة الحسن الثاني، انطلاقة الدورة الثامنة من مهرجان الداخلة السينمائي الدولي الذي يستمر إلى غاية الخميس 28 نونبر الجاري، وتشارك في مسابقته الرسمية مجموعة من الأفلام المغربية والعربية، في دورة تحتفي بالسينما الكوبية كضيفة شرف. هذه الدورة عرفت تكريم كل من النجمة المغربية فاطمة الزهراء بناصر، والمخرج المغربي الكبير كمال كمال، اللذان عبرا عن سعادتهما بالتكريم الذي حضيا بين أحضان عروس الصحراء المغربية. السينما الكوبية كانت حاضرة في حفل الافتتاح، وذلك من خلال تكريم الممثلة الكوبية الكبيرة ميرثا إبارا، التي قالت إن السينما هي بمثابة جسر حقيقي لدعم وتعزيز أسس التقارب والتبادل الثقافي بين كوبا والمغرب. مشددة على أن احتفاء نسخة هذه السنة من المهرجان بالسينما الكوبية كضيف شرف، سيعمل على تعزيز الدبلوماسية الثقافية بين البلدين وربط التواصل وبناء جسور متينة من التعاون بين الفاعلين السينمائيين الكوبيين ونظرائهم المغاربة. وذكرت بالروابط العريقة التي تجمع بين البلدين، مؤكدة أن مشاركتها في المهرجان الدولي للفيلم بالداخلة سيمكنها من التعرف أكثر على المقومات الفنية والثقافية والحضارية التي يزخر بها المغرب. ومن جانبه، أكد رئيس المهرجان، زين العابدين شرف الدين، أن دورة هذه السنة تتميز بالانفتاح على السينما الكوبية، إحدى أعرق الصناعات السينمائية في أمريكا اللاتينية، التي تحضر فعاليات المهرجان كضيف شرف. وأعرب شرف الدين عن أمله في أن تشكل هذه المشاركة بداية لتمتين أكبر للعلاقات الثقافية بين المغرب وكوبا، بالنظر إلى أن السينما تشكل قنطرة لتعزيز السلم والتسامح بين الشعوب. وقد حضر إلى الحفل ذاته، والي جهة الداخلة وادي الذهب ورؤساء المجالس المنتخبة، ومدير المهرجان شرف الدين زين العابدين، وعدد من مسؤولي السلطة المحلية بالمنطقة. كما استضاف المهرجان بعض الوجوه السينمائية المغربية المعروفة، كرشيد الوالي وداوود اولاد السيد، وعبد الكبير الركاكنة، وسامية أقريو، وبنات لالة منانة. وسيلتقي جمهور مدينة الداخلة مع عروض سينمائية تحت الخيام بساحة الحسن الثاني تتضمن آخر الإنتاجات السينمائية المغربية بحضور مخرجيها ونجومها، إضافة إلى إنتاجات سينمائية تمثل كلا من كوبا، البرازيل، إيران، الهند، تركيا، الفلبين، لبنان، مصر وهنغاريا سيتم عرضها بكل من قصر المؤتمرات ودار الثقافة. وستشهد أيام المهرجان عرض أفلام وثائقية حول الصحراء، وأفلام قصيرة من إنجاز شباب الأقاليم الجنوبية حول الثقافة والتراث الحساني. كما خصصت إدارة المهرجان ورشتين تكوينيتين؛ الأولى حول كتابة وإخراج الفيلم الوثائقي يؤطرها المخرج ياسين ماركو موروكو والمخرج محمد ناجي العبودي، والثانية ورشة خاصة بالتشخيص يؤطرها المخرج رشيد زكي. هذا، وسينظم المهرجان ندوة فكرية حول صناعة الفيلم الوثائقي بعنوان "الفيلم الوثائقي أداة للتفكير والإبداع" تديرها الأستاذة فاطمة لوكيلي. ويسعى المهرجان الدولي للفيلم بالداخلة إلى تقريب السينما وثقافة الصورة إلى سكان جهة الداخلة واد الذهب والتعريف بالمؤهلات الطبيعية والاقتصادية والسياحية التي تزخر بها، مع تشجيع السينمائيين على إنجاز أعمالهم السينمائية بالمنطقة التي تتوفر على خليج يعد من أحسن الخلجان بالعالم، والذي تسلم في شهر أكتوبر شهادة عضوية النادي الدولي "أجمل الخلجان في العالم".