ساهمت الانتقادات اللاذعة التي كالها أحمد الريسوني، الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، لحزب العدالة والتنمية بخصوص فرنسة التعليم، والتي هاجم من خلالها حكومة العثماني، عبر رده على خالد الصمدي، كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي، في تجييش قيادات حركة التوحيد والإصلاح ضد حكومة العثماني. ولم تمض سوى أيام قليلة على خرجة الريسوني حتى دخلت حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، على الخط، حيث هاجم عبد الرحيم شيخي رئيس الحركة، كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية خالد الصمدي، عبر مقال مطول بالصفحة الرسمية لحركة التوحيد والإصلاح. وسلط “الشيخي” الضوء على ما أسماه بمغالطتين اثنتين جديدتين للصمدي؛ تتعلق الأولى بالهندسة اللغوية، والثانية بالمكانة المهمة للغة العربية وإفشال سياسة التعريب، مقدماً عدة معطيات تدحض مزاعم الصمدي، إذ تساءل قائلاً: فهل بعد كل ما تقدم نستطيع أن نقف بوضوح على موقف واضح للأستاذ الصمدي ومن ينسج على منواله؟، هل هو مع الامتناع الذي قررته قيادة حزبه الذي هو جزء منها، أم حصل له انزياح نحو موقف الدفاع عن مطالب مشروع القانون الإطار ليقدمها لنا في شكل مَكاسب خفيت عنا جميعا ونحتاج معها إلى قراءة جديدة. واستنكرت حركة التوحيد والإصلاح قرار المصادقة على مشروع القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، محذرة من خطورة هذه الخطوة التي ترهن مستقبل التعليم ببلادنا بخيارات لا تنسجم مع دستور 2011 ولا تتماشى مع متطلبات تعليم المستقبل، بسبب فرض وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الفرنسية وتهميش اللغتين الرسميتين والمس بمجانية التعليم حسب قولها. وأبدت الحركة انزعاجها من ما أسمته بسياسة الأمر الواقع التي تنهجها الوزارة الوصية ومصالحها الخارجية دون انتظار البت في الاختيارات الجوهرية المطروحة للمناقشة أمام البرلمان. ويشار إلى أن حركة التوحيد والإصلاح، تطرقت في مذكرة لها حول إصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، إلى ضرورة الحفاظ على اللغة العربية ومكتسب مجانية التعليم لكل الفئات، بغض النظر عن إمكانيات أسرهم المادية أو ظروفهم الاجتماعية أو الصحية، علاوة على تعميم المنحة الجامعية على جميع الطلبة، والالتزام في أجل محدد للقضاء على آفة الأمية، إلى جانب إخراج أكاديمية محمد السادس للغة العربية إلى حيز الوجود.