بعد إبرام صفقة تعاقد الجامعة الملكية لكرة القدم مع المدرب الجديد للمنتخب الوطني، وحيد خليلهودزيتش، كثرت الأسئلة وعلامات الاستفهام حول مستقبل “الأسود” مع الوافد الجديد، ومدى نجاحه في الوصول إلى “تطلعات” جامعة فوزي لقجع والجمهور المغربي. ومن بين أهم الأسئلة التي يبحث الجمهور المغربي عن إجابات لها منذ الآن، هي ما مصير خليلهودزيتش في حال إخفاقه، وما هي الخطوات التي ستتبعها الجامعة بعد ذلك؟ وفي هذا الصدد، حاور “برلمان.كوم” الإعلامي والناقد الرياضي، منعم بلمقدم، حيث أدلى بمعطيات تحليلية ومعلومات حول صفقة التعاقد مع خليلهودزيتش، لنتابع الحوار التالي: نريد مزيدا من التفاصيل بخصوص العقد الذي يربط بين الجامعة والمدرب الجديد؟ أولا، لابد أن أؤكد على أن العقد مدته أربع سنوات محددة بشروط وأهداف، أولها التأهل إلى كأس إفريقيا 2021، وبعدها العبور إلى النصف النهائي. هذا الشرط كان مفروضا على المدرب السابق هيرفي رونار في دورة الغابون في سنة 2017، ولم يبلغ حينها النصف النهائي، ورغم ذلك استمر في منصبه، لأن تظاهرة كأس العالم كانت أقوى وأكبر تحد، من كأس إفريقيا التي كانت مطروحة آنذاك. وفي حال عدم بلوغ النصف النهائي في كأس أمم إفريقيا هل سيرحل “وحيد” حينها؟ لو افترضنا أن “خليلهودزيتش” تأهل إلى كأس العالم الدوحة 2022، رغم الفشل في كأس أمم إفريقيا 2021، فإنه أمامه تحد ثان ورهان آخر باعتباره الشرط الجوهري والمحوري الذي يدور عليه العقد الذي يربط الجامعة بالناخب الوطني الجديد، بدليل أن لقجع أكد أن العقد يسري إلى حين 2023، وقد يتم إلغاؤه في حال الإخفاق في الدوحة، وفق ما قاله “وحيد”. أريد منك بلمقدم توضيح مسألة الشرط الجزائي الذي كان يجمع جامعة لقجع أولا بهيرفي؟ بالنسبة للشرط الجزائي، الذي كان يجمع الجامعة بالمدرب السابق هيرفي رونار، يجب على كل طرف أراد فك الارتباط تقديم قيمة الرواتب المتبقية في ذمة الطرف الثاني إلى غاية 2022، ما يعني أن هيرفي كان مطالبا بتقديم ثلاثة مليارات ونصف للجامعة، إلا أن ما حدث هو شيء سري وقع بين الطرفين، أي لقجع وهيرفي، ولم يتم إخبار الجمهور المغربي به ولا الإعلام. وبالإضافة إلى ذلك، كان رونار في عديد من الخرجات الصحفية الخاصة به والموجهة لوسائل الإعلام الفرنسية، يقول إنه بعد مونديال روسيا 2017، جلس رفقة لقجع على طاولة التفاوض، وطالب بإضافة 40 ألف دولار إلى راتبه، وهو ما تم فعلا، بعد أن كان يتقاضى 80 ألف دولار ليصبح بذلك 120 ألف دولار، أي ما يعادل 110 ملايين سنتيم دون علم وسائل الإعلام، إلى حين أعلن راتبه للصحافة الأجنبية، زيادة على ذلك فرض رونار على الجامعة تعديل بنود العقد بما فيها الشرط الجزائي، وهو الخطأ الذي ورّط فيه الجامعة آنذاك، والمتمثل في إلزام المدرب في حال فك الارتباط ألا يدفع أي مبالغ مالية للجامعة. وهل تظن أن الجامعة أخطأت في ذلك؟ حتما نعم، الجامعة قامت بأخطاء كثيرة في عهد رونار، لأنه في الوقت الذي تسربت فيه الأخبار بخصوص رحيله فندت ما يروج له عبر بوابتها الرسمية والموقع الخاص بها، لنتفاجأ بصحة الخبر مع تأكيدهم أنه تم فرض دفع الشرط الجزائي على رونار، وهو الأمر غير الصحيح، ليفك بعدها المعني بالأمر الارتباط مقدما استقالته عبر البريد الإلكتروني من دكار إلى الرباط في إهانة بالغة وكبيرة، وسط انتظارات الملايين من المغاربة انسحاب هيرفي بطريقة لائقة، ورسمية، وذكية عبر الحضور إلى مقر الجامعة والإعلان عن ذلك رسميا عبر موقع الجامعة. والغريب في الأمر بعد كل التصعيد واللهجة الصارمة من طرف رئيس الجامعة بهذا الخصوص نتفاجأ مرة ثانية بعد ذلك توجيه لقجع دعوة لهيرفي بغرض الاحتفال به وتقديم هدايا له في اجتماع المكتب الجامعي. وماذا عن الشرط الجزائي الخاص بعقد وحيد هل تم تدارك الأمر؟ خلافا لكل ما ذكرته، فرئيس الجامعة صرح بأن عقد خليلهودزيتش، يلزمه بأداء ثلاثة أشهر والمتمثلة في 240 مليون سنتيم؛ الأمر الذي قد يكون سهلا أمام وحيد فك الارتباط لو تقدم له منتخب غني كالصين مثلا، وهذا شرط خطير قد يوقع المنتخب الوطني المغربي في مأزق كبير ويربك حسابات الجامعة كما أنه قد يبعثر أوراق “الأسود” بتركهم في منتصف الطريق ويبقى “حاصلا” حينها دون أي حل أنجع على ضوء تصريحات رئيس الجامعة والمدرب. وماذا كنت تفضل في هذه الحالة لإعاقة الطريق أمام وحيد لعدم الوقوع في هذا الخطأ؟ كنت أتمنى من الجامعة تعجيز الطريق أمام وحيد، من خلال وضع الشرط الجزائي وتحديده بشروط، على سبيل المثال لا يمكن فك الارتباط إلا بعد سنتين من العمل رفقة المنتخب. ولو أخفق وحيد في بلوغ المونديال هل سيرحل دون أي مبلغ مالي؟ بالفعل، لا داعي أن تدفع له الجامعة “لا شهرين ولا حتى ثلاثة أشهر” في حال الإخفاق في مونديال قطر 2022، لأن الهدف الأساسي يكون قد تم إلغاؤه بعد ذلك، ولا أخفيك علما، أرى أنها كلها أشياء ثانوية ما يهم هو الاستمرار والاستقرار التقني على مستوى العارضة التقنية للمنتخب الوطني، لأن الشيء الذي قد يخيفنا كجمهور غيور على منتخب بلاده هو أن يتعلق الأمر بإغراء مالي من أندية كبيرة وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ترك “الأسود” في منتصف الطريق، ف 240 لن تحيّر الأندية للفوز والظفر بخدمات المدرب البوسني، كما هو موضوع في الشرط، إذ أن العقد يتضمن ذلك والعقد شريعة المتعاقدين ويحمي المدرب. وهل تظن أن التعاقد مع البوسني وحيد لم يتجاوز 80 مليونا؟ حقيقة، تفاجأت عندما أفصحت الجامعة عن مبلغ 80 مليون مع العلم أن المدرب كان يتقاضى في البطولة الفرنسية مع “نانت” 150 ألف دولار، ولدينا وثائق تثبت ذلك، صحيح أنني شككت في الأمر وقلت كيف يتخلى وحيد عن مبلغ أزيد من 70 مليون سنتيم مقابل التعاقد مع المنتخب الوطني؟. كما أنني أتساءل ولحدود الساعة عن المنحة أو المبلغ المقدم ل”خليلهودزيتش”، مقابل التوقيع غير المعلن عنه، لأنه بالفعل سيكون رقما خياليا يتراوح ما بين 200 أو 400 مليون سنتيم، وهذا أمر ضروري لا يخلو منه العقد، بالإضافة إلى المنح التي سيتلقاها مقابل التأهل إلى كأس إفريقيا، ونفس الأمر بالنسبة للتأهل في كأس العالم الذي قد يحدده في مليار أو مليارين، كما أننا لو حسبنا منحة التوقيع ومنح النتائج التي سيحققها فيما بعد مع المنتخب ولو وزعناها على الأشهر سنجد أن راتب وحيد يفوق 120 مليونا، عكس ما تم الإعلان عنه في خطوة من الجامعة في ترشيد النفقات. ولكن راتب 80 مليونا دون احتساب المنح فهو في الأخير مبلغ ضخم؟ نعم بالفعل، فبالمقارنة مع باقي المدربين الموجودين في إفريقيا، المبلغ الذي يتقاضاه وحيد هو الأعلى أجرا على سبيل المثال، فمدرب السنغال أليو سيسيه لا يتجاوز راتبه في البطولة الإفريقية 30 مليون سنتيم، وجمال بلماضي مدرب المنتخب الجزائري أيضا يتقاضى 50 مليونا؛ بمعنى أن 80 مليونا مبلغ ضخم قياسا بقدرات الجامعة الملكية لكرة القدم وميزانيتها. وفي رأيك لماذا تم إلزام المدرب الجديد بالإقامة في الرباط؟ اعتبر أن هذا أمر إيجابي يرجع إلى إدراك الجامعة بأن المفيد والصحي لمدرب سيتولى تدريب منتخب المغرب بالمكوث هنا وسط البطولة المحلية واللاعبين المغاربة لفهم جديا المحيط الكروي المغربي عكس ما كان يقوم به رونار الذي شغل منصب مدرب لمدة 41 شهرا وعاش في داكار مدة أكثر من 30 شهرا فهذه “سُبة” وفضيحة ومهزلة بجميع المقاييس لمدرب كان يقيم في داكار ويحضر في معسكر المنتخب الوطني فقط. وكيف ترى استغراب وحيد أمام عدم مشاركة اللاعبين في البطولة الوطنية للأندية في المنتخب الوطني؟ بالنسبة لي، أرى أن رونار “بهدل الشومبيونا المغربية” وجعلها تبدو بطولة ضعيفة تسويقيا أمام العالم وكأنها عاجزة ومصابة بالعقم، بدليل أنها عاجزة تماما على إنجاب لاعبين يخوضون مباريات مع المنتخب الوطني، وهذا ما استغربه وحيد فعلا وقال كيف يعقل لفرق تمثل المغرب على الصعيد القاري بنتائج إيجابية لا يوجد من ضمنها لاعبين قادرين على حمل القميص الوطني؟ مستدلا باستدعاء لاعب وحيد في كأس أمم إفريقيا 2017 العطوشي، مع العلم أنه لم يلعب في أية مباراة، ونفس الأمر في 2012 تاكناوتي وباعدي ظلوا في كرسي الاحتياط مجرد “كومبارس”، وفي المونديال استدعى الكعبي ولم يخض به مباراة كاملة. ويمكنني القول أن “رونار أهان اللاعبين كثيرا”، أما بالنسبة ل”وحيد خليلهودزيتش” فالعقد يتضمن مجموعة من النقاط السلبية وهي الشرط الجزائي، كما أن هناك نقاط إيجابية منها بقاءه في الرباط ومتابعته للبطولة الاحترافية على عكس رونار.