لا شيء يعلو فوق لغة الفوضى ومظاهر العبث وعشوائية تنظيم الرحلات خلف الجدران المتهالكة لمحطة مكناس الطرقية. زيارة ميدانية قادت موقع “برلمان.كوم” إلى داخل المحطة خلال الأسبوع الجاري، لملامسة المشاكل التي تتخبط فيها والتي كانت موضوع شكايات متعددة لمرتاديها من المسافرين المغلوب على أمرهم، قادتنا للوقوف على مجموعة من الاختلالات التي تشهدها هذه المحطة التي تعتبر مرفقا تابع لجماعة مكناس، من تسيير الشركة الوطنية للنقل واللوجيستيك. أولى الاختلالات التي تشد انتباه مرتادي المحطة هي فوضى الأسعار، حيث عرفت ارتفاعا مهولا منذ مطلع الأسبوع الجاري، لتبلغ الضعف بالنسبة لبعض الرحلات التي تعرف إقبالا كبيرا، في غياب أي مراقبة من لدن الجهات الوصية، حيث تم فرض هذه الأسعار داخل شبابيك المحطة مما يطرح علامات استفهام كبيرة. من جهة أخرى، وجد العديد من المسافرين أنفسهم تحت رحمة مجموعة من البلطجية الذين يقدمون أنفسهم على أنهم “كورتيا” يتلاعبون بمواعيد وأسعار الرحلات بطريقة عبثية، تعطي انطباعا لدى مرتادي المحطة أن لا سلطة فوق سلطة الفوضى داخل هذه الأخيرة، مما يدفع الكثير منهم للرضوخ للغة البلطجة دون التفكير في التبليغ عن مجموعة من الخروقات التي يواجهونها بمجرد أن تطأ أقدامهم أبواب المحطة. من جهة أخرى، وإلى جانب فوضى الأسعار والتنظيم، يعاني المسافرون من رداءة الخدمات داخل محطة مكناس، انطلاقا من المرافق الصحية المتعفنة، مرورا بالأماكن المخصصة لانتظار موعد رحلاتهم، ووصولا إلى بعض المطاعم داخلها التي تفتقد إلى أدنى شروط السلامة الصحية.