تتعدد أنواع الموسيقى والرقصات في المغرب خاصة التقليدية الشعبية، بتعدد جهاته وثقافاته المختلفة، وتحظى بعض هذه الموروثات باهتمام وتطوير من أجل نقلها إلى الأجيال القادمة، فيما تبقى بعضها مجرد فولكلور مناسباتي مهدد بالانقراض. ورقصة “أحيدوس” فولكلور شعبي لا يمكن أن لا تجده في أفراح ومناسبات سكان الأطلس، سواء في الأعراس أو العقيقة أو الختان، إذ يعد فنا غنائيا جماعيا استعراضيا تزخر به المنطقة منذ عصور خلت، وهو الفن الذي ارتبط منذ بزوغه في الوسط الطبيعي والجغرافي لإنسان الأطلس المتوسط حيث الغابات والمياه والأغراس والجبال والمنتجعات الغنية بالخضرة والمنابع. ويعتبر هذا الفن الذي ظهر أول الأمر على الشكل الدائري دلالة على الاتحاد والارتباط، بين النساء والرجال على حد سواء، وتحول فيما بعد إلى شكل نصف دائري، يتوسطه قائد المجموعة ليضبط حركاتهم، وهو تعبير عن الأفراح والمسرات والفرحات الجماعية التي تواكب إحياء الإنسان لحياته الجبلية والزراعية في سهول الأطلس المتوسط. وتعرف أحيدوس عادة بالرقصات والتعابير الجسدية الجماعية، ويعتبر “البندير” الآداة الموسيقية الوحيدة المستعملة في الإيقاع وترافقه بالدق على الأكف أصوات نسائية ورجالية في شكل دائري متماسك قوامه الأكتاف تارة والأيدي تارة أخرى ويصمم لرقصاته وأداءاته رئيس الفرقة أو المقدم في لوحات متناسقة موسيقيا وحركيا. وتستقى أشعار أحيدوس وكلماته من الحياة اليومية المعاشة من طرف الإنسان الأطلسي وتتعدى هذا المجال الجغرافي في بعض الأحيان لتشمل بعض الأحداث الوطنية والجهوية والدولية، و يبلغ عدد الفرق المنخرطة في هذا الفن بالمملكة المغربية إلى ما يفوق 80 فرقة يشكل فيه العنصر الشاب العمود الفقري. وتمكنت رقصة أحيدوس من الوصول إلى العالمية بعدما شاركت في حوالي 150 مهرجانا دوليا، كما أنها نالت شهرتها بعدما تم افتتاح مباريات كأس العالم لكرة القدم في إسبانيا سنة 1982 بها، وافتتاح مدينة الألعاب “ديزني لاند” بفلوريدا بالولايات المتحدةالأمريكية بها أيضا.