من المنتظر أن تنظم “تنسيقية أكديم إيزيك” وقفة احتجاجية اليوم الأربعاء بمدينة العيون وذلك بحضور وفد دولي يمثل المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وكذا جهات خارجية تساند الإنفصاليين بشكل علني ورسمي. وتأتي هذه الوقفة قبل يوم فقط من عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا خاصا بملف الصحراء الذي ينعقد يوم غد الخميس 16 أبريل 2015، وهي مناورة يقوم بها الإنفصاليون في هذه الفترة من كل سنة، مدعومون خاصة من طرف الجزائر وبعض الجهات الفرنسية والإسبانية ذات الحنين للإستعمار. ويرى مراقبون أن هذه الوقفة الاحتجاجية المدروسة في الزمان والمكان تهدف إلى التشويش على المغرب ودفعه إلى القيام بردود فعل عنيفة لاستغلالها سياسيا وإعلاميا خصوصا بعدما تأكد خلو تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء من أي توصية لتوسيع مهام بعثة "المينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان وهو ما يعد نصرا دبلوماسيا للمغرب. كما تأتي هذه الخطوة في أعقاب خرجة إعلامية مثيرة لبان كي مون يدعو فيها وفي سابقة من نوعها إلى إحصاء سكان مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، وهو المطلب الذي ما فتئ المغرب يدعو إلى تنفيذه. من جهة أخرى، يرى متتبعون لمسار قضية إكديم إيزيك أن هذه الوقفة الاحتجاجية تسعى إلى خلط الأوراق وتحوير القضية وإعادة المغالطات إلى الواجهة، وتصوير المتابعين في إكديم إيزيك كمعتقلين سياسيين وليس كمعتقلين في قضايا جنائية تتعلق بالقتل العمد. يذكر أن الأحداث الأليمة انطلقت في شهر أكتوبر 2010، وانتهت بسقوط 11 قتيلا بين صفوف قوات الأمن المغربية، و70 جريحا، يوم تفكيك مخيم اكديم إزيك في 8 نونبر 2010، غير أن المشاهد الأكثر وحشية هي تلك التي ظهر فيها ملثمين انفصاليين يقومون بالتمثيل بجثث عدد من عناصر الأمن، والعبث بها، والتبول عليها. و قامت السلطات المغربية على إثر هذه الجريمة التي ارتكبت في حق عناصر أمنية باعتقال ومحاكمة مدبري تلك الأحداث، وحكمت عليهم بأحكام تتراوح بين السجن المؤبد و 20 سنة سجنا نافذة، في محاكمة سنة 2013 حضرها وتتبع كل أطوارها الرأي العام الدولي والوطني عبر عشرات المنظمات الحقوقية وعشرات الصحافيين و الدبلوماسيين من مختلف أنحاء العالم. وتم الحكم على المدعو نعمة الأسفري، العقل المدبر لمخيم اكديم إزيك والذي كان يرأس لجنة الحوار مع السلطات المغربية خلال الأزمة ويتلقى تعليماته مباشرة من الجزائر وتيندوف بثلاثين سنة سجنا نافذة. وعلى إثر هذا الحكم، لجأت زوجته الفرنسية “كلود مانجان” إلى “الحركة الكاثوليكية لمناهضة التعذيب” المعروفة بعدائها للمغرب والتي تنشط بتمويل جزائري، حيث تسعى دون جدوى وفي محاولة يائسة إلى تقديم نعمة الأسفري كمعتقل سياسي وضحية تعذيب من طرف السلطات المغربية. وبالمقابل، تشكلت لجنة مكونة من عائلات وأصدقاء ضحايا أحداث اكديم إزيك مطالبة بمحاكمة مسؤولي المخيم وكل من ثبت تورطه في القتل العمد والوحشي ل11 عنصرا من قوات الأمن أثناء تفكيك المخيم، كما نددت بالمحاولات اليائسة لتقديم مجرمين كمعتقلي رأي. وقد أشادت وقتها عدة عواصم عالمية ومنظمات دولية ووطنية ومسؤولون أمميون بالطريقة الإحترافية و السلمية التي فككت بها قوات الأمن المخيم المذكور، حيث لم تسقط أية ضحية من مستوطنيه، ولم تسجل أية حالة سوء معاملة أو تعذيب خلال عملية الإعتقال والتحقيق. وحتى لا ينسى المغاربة حقيقة و ظروف وملابسات هذه الأحداث، يعيد موقع برلمان.كوم نشر بعض أشرطة هذه الوقائع الموجودة على “اليوتوب”. بالفيديو… قصة مخيم اكديم ايزيك من البداية الى النهاية بالفيديو…. عملية تفكيك مخيم "أكديم إزيك" بالعيون شريط و صور عائلات و أصدقاء ضحايا أحداث أكديم إيزيك بالفيديو… تفاصيل محاكمة المتهمين في أحداث اكديم ايزيك