حاتم إدار، فنان شاب، اختار باب مسابقات اكتشاف المواهب للدخول رسميا مجال الغناء، بعد أن شارك في الموسم الثالث لبرنامج “سوبر ستار”، وحظي بإشادة لجنة التحكيم وعلى رأسها الأستاذ إلياس الرحباني، ليتسلق عقب ذلك سلم النجومية، ويملك إعجاب جمهور واسع من المتتبعين بفضل أعمال لقيت تجاوبا واستحسانا، خوله لأن يراكم تجربته الفنية باقتحام غمار التمثيل التلفزيوني والسينمائي أيضا، من خلال المشاركة في أفلام “وليدات كازا”، و”الزواج الثاني”، وكذا “يما”، فضلا عن الشريط الطويل “القمر الأحمر”. وفي الأيام القليلة الماضية، أقدم على تبني مبادرة لا تقل أهمية في شقها الفني، ونظم مسابقة وطنية للتنقيب عن الأصوات الموهوبة، توجت باختيار خمسة متنافسين، سيتبارون يوم الأحد 12 أبريل الجاري من أجل نيل دعم أصوات مواطنين والفوز بلقب المسابقة التي أطلق عليها اسم “ماكاينش المشكلة”. لأجل اكتشاف كل ما له ارتباط بهذا الموعد الذي سيحتضنه المركب الثقافي “حسن الصقلي” بعمالة البرنوصي في الدارالبيضاء، وجديده الغنائي، كان ل”برلمان.كوم” لقاء مع حاتم إدار، قبل العودة بالحوار التالي: برلمان.كوم: متى اكتشف حاتم إدار موهبة الغناء في طاقته الصوتية قبل أن يعرفه الجمهور من خلال برنامج “سوبر ستار”؟ كانت أول مرة وضعت فيها صوتي على المحك، بفضل أختي التي اقترحت علي الانضمام إلى المشاركين في إحدى المسابقات التي نظمتها دار الشباب بالبرنوصي وسني لا يتجاوز حينها 10 سنوات. ومن رحم هذه التجربة التي حملت اسم “الأصوات الجميلة”، تولدت لدي ثقة أكبر في موهبتي جراء عبارات التشجيع الذي تقاطرت علي من قبل المنظمين وباقي الحاضرين، فضلا عن الأشخاص المقرين من العائلة بعد أن أديت أغنية “لسه فاكر” لسيدة الطرب العربي أم كلثوم. خاصة وأنها فسحت لي المجال كذلك للقاء أسماء كبيرة ومن أعمدة عالم الفن المغربي، كالراحل عبد النبي الجيراري، والأستاذ الحاج يونس، إلى جانب الإعلامي عتيق بنشيكر. لهذا، أعتبر تلك الفرصة بمثابة البداية الحقيقية التي مكنتني من اكتساب ألفة “الميكرو”، وأجواء الفرق الموسيقية، ومواجهة الجمهور. حاتم إدار: وماذا عن مشاركاتك السينمائية وبصمتها في مسارك الفني؟ الجميع يعلم ما للسينما من جمهور واسع، ومشاركتي في بعض الأفلام خولتني الرفع من عدد مكتشفي حاتم إدار، ناهيك على أنها كانت قيمة مضافة أغنت رصيدي الفني. أتمنى فقط أن يكون الجمهور استحسن تلك الإطلالة السينمائية. من المعلوم أن أغنيتك “مشكلة” التي تدخل ضمن إطار الأغاني “المعصرنة” إن صح القول، لقيت إقبالا لدى المستمع. كيف تنظر إلى هذا النوع من الإنتاجات التي تتضارب الآراء في شأنها بين مؤيد ورافض؟ لابد من التذكير أولا بأنني أميل قبل ذلك إلى الأغاني الطربية، والدليل هو أن ألبومي الأخير يحمل عنوان “طربيات حاتم إدار”، وقررت بالمناسبة إصدارهرسميا يوم الأحد أبريل الجاري في حفل فني بالبرنوصي. وعلى هذا الأساس، أقول بأن الموسيقى هي لغة الشعوب التي توحد بينها، لاغية كل الحدود والفواصل. ومن ثمة، لا مجال لدينا غير الخضوع لهذه الموجة التي تختلف، ربما، عما نسمعه من إبداعات “الزمن الجميل”، شريطة أن تكون، بطبيعة الحال، بلحن راق وكلمات يمكن سماعها داخل الوسط الأسري، وكما يقول المثل “كل وقت ووقتها”. لهذا يجب على جميع الفنانين الشباب بالأساس، وأنا من بينهم، وضع مسألة هامة في حسبانهم قبل تسجيل أي عمل، وهي الأخذ بعين الاعتبار أن هناك أطفال في مرحلة النمو، وسريعي التأثر بما يقدم لهم، وعلى مسؤوليتنا إصدار الأفضل لهم حتى نساهم بإيجاب في تنشئة أجيال بحس فني رفيع. على ذكر الحس الفني الرفيع. إلى أي حد وجدت هذا الامتياز في الشباب المنتظر استقبالهم يوم الأحد 12 أبريل في إطار المسابقة التي تشرف على تنظيمها لأجل اكتشاف المواهب؟ لن أخفيك بأننا انبهرنا كلجنة تحكيم للإمكانيات الهائلة التي لمسناها في بعض الشابات والشباب، والتي لا تحتاج سوى للقليل من العمل والصقل. مع العلم أنها كانت بدون تنقيحات ولا تقويمات تقنية، بمعنى “أصوات لايف”، والجميل أنها كانت متنوعة من حيث التوجه الذي توزع بين المغربي الأصيل والشامي لصباح فخري وأديب الدايخ، والطربي لأم كلثوم ووردة الجزائية. وأنا على يقين إن انكبت هذه المواهب على العمل الجاد، سيكون لها مستقبل ناجح في مجال الغناء، لأنها فعلا تتفوق على العديد من الأصوات المعروفة عربيا. كيف تفتقت لديك فكرة تنظيم هذه المسابقة، والكيفية التي تمكنت بها من الوصول إلى هؤلاء المترشحين؟ جاءت الفكرة من رغبتي في إسداء ولو القليل مما منحته لي منطقة نشأتي، والتي هي البرنوصي، من خدمات ساعدتني بحق في نجاح توجهي. أما بالنسبة لطريقة اكتشاف تلك المواهب، فإنها مرت عبر مسلك “النت” الذي تلقينا عبره المساهمات من مختلف ربوع المملكة، ومنها استقرت لجنة التحكيم على اختيار خمسة أسماء لتتبارى في يوم الحفل الأحد 12 أبريل لغاية فوز عنصرين شاب وشابة. وهنا أود الحديث إلى كل من لم يحالفهم الحظ في بلوغ هذه النهائيات، أن يعلموا بأن ذلك لا يعني، تلقائيا، عدم صلاحية أصواتهم للغناء، ولكن قانون المسابقة كما هو جاري به العمل في باقي مسابقات العالم، يفرض اختيار البعض وإقصاء البعض الآخر. وفي هذا الصدد أستحضر ما كان قد قاله لنا الفنان إلياس الرحباني في برنامج “سوبر ستار” بعد أن تم اختيار 12 متسابق من ضمن 30 ألف على مستوى العالم العربي، إذ خاطبنا “أنتم جميعكم الآن سوبر ستار، لكن التزامات البرنامج بتكاليف النقل والأكل والفندق والدعاية.. تفرض علينا ألا نختار كافة المترشحين. فاعذرونا إن أقصينا في كل مرحلة مترشح أو مترشحة”. لنعود إلى آخر أعمالك التي قلت بأنك ستصدره نهاية هذا الأسبوع، لأسألك عن مضمونه سواء على مستوى الموضوع أو اللحن أو الفئة المعنية به.. الألبوم بعنوان “طربيات حاتم إدار”، ويشمل أغاني طربية من قبيل “خمرة الحب”، و”القلب يعشق كل جميل”، فضلا عن موشحات أيام الماضي، كما يحتوي على أغاني بكلمات مغربية بسيطة حتى تصل لأكبر شريحة، وألحان تم المزج فيها بين إيقاعات مغربية وهندية. وهي للتذكير قطع من كلمات وألحان المهدي موزايين.