شهدت الفئات السنية للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، والتي تعتبر النواة الأساسية للمنتخب الأول للسنوات المقبلة، خروجا جماعيا ومتتاليا من اقصائيات كأس أمم إفريقيا والعالم والألعاب الأولمبية، نتيجة سوء التدبير الإداري والتقني، رغم الميزانية الكبيرة المخصصة لهذه الفئة. أخر فشل للجامعة، والذي نتمنى أن يكون الأخير بطبيعة الحال في عهد رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، فوزي لقجع، هو الخروج من الدور الثاني للتصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس إفريقيا وأولمبياد طوكيو 2020، على يد المنتخب الكونغولي بطريقة وصفها المتتبعون للشأن الرياضي ب”الفضيحة”، مما سيجعل المغرب يغيب للمرة الثانية على التوالي في الألعاب الأولمبية خلال ولاية الرئيس فوزي لقجع. اقصاء المنتخب المغربي الأولمبي ليس الأول، فقد سبق وأن ودع المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة من تصفيات “الكان”، السنة الماضية على يد المنتخب الموريتاني، بالإضافة إلى منتخبات أقل من 17 و19 سنة والمنتخب النسوي التي فشلت فشلا ذريعا في اثبات نفسها في المسابقات القارية. هذه الإخفاقات والاقصاءات التي شهدتها الفئات السنية للمنتخب المغربي خلال السنوات الأخيرة، لم تحرك ساكنا في المسؤول الأول عن الجامعة فوزي لقجع، الذي ظل لأربع سنوات وهو يحصد “الفشل الذريع”، رفقة صديقه ناصر لاركيت رئيس الإدارة التقنية الوطنية الذي ظل هو الأخر متشبثا بكرسيه رغم نتائجه المخيبة للآمال في الجامعة وأكاديمية محمد السادس الذي دشنها عاهل البلاد للنهوض بالكرة الوطنية، إلا أنها أصبحت مكانا للأطر الأجنبية العاطلة عن العمل في بلدانها. هذه الإخفاقات المتتالية والمجحفة جعلت المتتبعين للشأن الرياضي في المغرب يطالبون من فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، بضرورة الاهتمام بالفئات السنية ووضع استراتيجية محكمة للنهوض بكرة القدم الوطنية وإعادة هيبتها المفقودة منذ مدة، والابتعاد نهائيا عن احتضان المؤتمرات الرياضية القارية والدولية التي تستنزف من ميزانية الدولة الكثير بدون أن تقدم الإضافة المرجوة منها، والكف عن استقبال منتخبات عالمية قصد إرضاء خواطر وكلاء مباريات بأثمنة باهظة كما وقع في استقبال المنتخب المغربي لنظيره الأرجنتيني بميزانية وصلت لمليار سنتيم، مما جعل الرأي العام الوطني يطالب بضرورة مقاطعتها كاحتجاج على تبذير المال العام.