بعد أن أيقن “البيجيديون” بأن صور أمينة ماء العينين بساحات باريس حقيقية وليست مفبركة، كما ادعى ذلك ذبابهم الإلكتروني في البداية، خرجت ماء العينين بتدوينة جديدة سردت فيها تفاصيل لقائها مع عبد الإله بن كيران، تتضمن ضمنيا اعترافها بصحة الصور، واستعدادها لخلع الحجاب ثارة وإرجاعه ثارة أخرى، في تخريجة لموضة غير مسبوقة في تاريخ المجتمع المغربي. وفي نفس الوقت نقلت البرلمانية المذكورة عن راعيها في هذا الحزب، قوله لها بأنه كان عليها أن تجيب مسربي الصور بما يلي: “إوا ومن بعد؟ وإن كنت قد اخترت أن أنزع الحجاب في الخارج أو أرتديه هنا فهذا شْغْلي…”. وجدير بالذكر أن موقع “برلمان.كوم” لم يكن همه مناقشة قضية خلع الحجاب من عدمه، أو الخوض في أمور شخصية أثناء نشره لصور الفضيحة، بل إن الأمر كان يتعلق بكشف ازدواجية الخطاب والسلوك لدى هذا الحزب، إضافة إلى اعتماده المرجعية الدينية لتغليط المغاربة والتأثير على خياراتهم السياسية. وفوق هذا وذاك، فالسيدة أمينة قالت في بداية الفضيحة إن الصور مفبركة، علما أن النقاش لم يكن موجها حول هذه النقطة بالذات كما ذكرنا سالفا، بعد أن تأكد للرأي العام الوطني أن سلسلة الصور التي نُشرت حقيقة ولا غبار عليها ولا جدال حول صحتها. فتراجع ماء العينين عن نفيها لتقول إن “النضال أولى من العقيدة” كخلاصة لقائها بالزعيم الروحي بن كيران، الذي أوحى لها بهذه “التَخْرِيجَة”، أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها زادت الطين بلة، وأثبتت بالملموس أن “البيجيديين” استباحوا الكذب أيضا، حين عمدوا في البداية إلى نفي الواقعة، والكذب هنا لا يعني فقط النفي لمداراة الفضيحة، ولكنه يعني بالأساس الكذب على المواطنين، ومعنى ذلك أن مسار هذا الحزب كان مسارا للكذب والافتراء، خاصة أن أغلب قيادييه وقعوا في الخطيئة والزلة. اليوم، يا أهل العدالة والتنمية، وقد أبحتم التبرج.. وأبحتم الكذب.. وأبحتم الخيانة.. وأبحتم ازدواجية السلوك.. هل من قيم أخرى لتستبيحوها بفتاوى البدعة والتحدي. فالوزير الفقيه محمد يتيم-المتزوج-، ظهر وهو يشد بيدي مدلكته في شارع الشانزيليزي الباريسي، علما أنه لا يرتبط بها شرعا. والحبيب الشوباني-المتزوج بدوره- دخل في عشق قاتل بزميلته في الحكومة، وهي لازالت على ذمة رجل آخر، و”الداعية” الإسلامي بنحماد -المتزوج أيضا- ضبط وهو يمارس الرذيلة مع ال”فقيهة” فاطمة النجارعلى شاطئ البحر. وها هي ماء العينين بدورها تنحو نفس منحى فقهائها وأساتذتها وتزج بنفسها في الشوارع الباريسية بدون حجاب وتعترف أنها تصاحب شخصا آخر في حله وترحاله، ضاربة عرض الحائط كونها لم تكن مطلقة بعد، ومتجاهلة الحديث النبوي الشريف “ما خلا رجل وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما”. ومرة أخرى نؤكد كمواطنين قبل أن نكون صحفيين أننا نقاضيكم إلى الله تعالى، وهو الأدرى والأعلم بأفعالكم.