يتجه حزب الأصالة والمعاصرة نحو إجراء عملية تنظيمية “قيصرية” للتخلص من تبعات تركة أمينه العام السابق إلياس العماري، عبر إبعاد بعض الوجوه التي استمرت في مواقعها بعد تولي حكيم بنشماش قيادة “الجرار” منذ ما يقارب الستة أشهر الأخيرة. مصادر متطابقة في إفاداتها ل”برلمان.كوم” ذكرت أن حكيم بنشماش استوعب جيدا بأن بقاءه على رأس “البام” أصبح غير مرغوب فيه، سيما بعد أن تمكن مناوئوه من اختراق الدائرة المقربة منه، أمثال العربي المحرشي والتويزي وبنعزوز وغيرهم والذين يبدو أنهم يحاولون إيجاد موضع قدم لهم ضمن تيار أحمد اخشيشن الذي انتزع منصب الأمين العام بالنيابة، في أفق توليه قيادة حزب “الجرار” على المدى القريب. وأضافت ذات المصادر أن ثمة توجها لازال يدفع نحو عقد مؤتمر استثنائي خلال صيف السنة الجارية من أجل إعادة انتخاب أمين عام جديد بالإضافة إلى أعضاء المجلس الوطني والمكتب السياسي، وتقويم المشروع السياسي ل”البام” بما يضمن تحديد الأولويات ورسم طبيعة التحالفات الظرفية والاستراتيجية في علاقاته مع الأحزاب السياسية والقوى الحية داخل المجتمع. ويقود هذا التوجه عبد اللطيف وهبي وفاطمة الزهراء المنصوري. وبخصوص وضعية حكيم بنشماش أكدت مصادر “برلمان.كوم” أن هذا الأخير تلقى ما يكفي من الإشارات التي أجبرته على الرضوخ لمطالب الجهات التي ترفض طريقة تدبيره للحزب، مشددة على أنه أصبح يشعر بالإحباط والتذمر نتيجة ما تعرض له من ضربات ألزمته القبول بتقاسم التسيير مع أحمد اخشيشن، وبأنه يحاول إقناع خصومه من داخل الحزب بعدم التسرع في عقد المؤتمر الاستثنائي، خصوصا وأن المؤتمر العادي لم يتبق على انعقاده سوى سنة وبضعة أشهر.