يبدو أن الأزمة في صفوف حزب الأصالة والمعاصرة (البام) ما تزال مستمرة، خصوصا بعد قرار العديد من أعضاء المكتبين السياسي والفيدرالي التوجه إلى دورة استثنائية للمجلس الوطني قصد التسريع بعزل الأمين العام للحزب، عبد الحكيم بنشماش. وحسب مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن أعضاء بارزين بالمكتب الفيدرالي للحزب شرعوا في جمع توقيعات قصد توجيه دعوة إلى رئيسة المجلس الوطني، فاطمة الزهراء المنصوري، لعقد دورة استثنائية للمجلس، وبالتالي عزل بنشماش من منصبه. وأوضحت مصادر هسبريس أن غالبية الأعضاء بالمكتب الفيدرالي، مدعومين بقيادات بارزة من المكتب السياسي، وقعوا على الطلب، وينتظر أن يتم توجيهه إلى المنصوري من أجل التسريع بتحديد موعد لعقد دورة استثنائية. ولفتت مصادرنا إلى أن غالبية فروع الحزب بالجهات والأقاليم تدفع في هذا الاتجاه، وهو ما ينذر بتصعيد التوتر، خصوصا بعدما تلفظ بعض الأعضاء بكلام يحمل قذفا في حق أعضاء آخرين، الشيء الذي سيصعب العودة إلى التوافق والحوار لوضع حد لهذه الأزمة. ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل إن غالبية النواب والمستشارين البرلمانيين "الباميين" يدفعون بهذا الطرح ويرفضون بقاء بنشماش والعربي المحرشي يتحكمان في دواليب الحزب؛ فقد "انضم العديد منهم للموقعين على الطلب لوضع حد لتصرفات الأمين العام"، تقول مصادرنا. وذهبت مصادر هسبريس إلى كون "تيار المستقبل"، الذي يتزعمه أُطر الحزب وشبابه، يرفض الوصاية والحجر من طرف ما يسمى ب"حكماء البام"، المتمثلين في الأمناء العامين السابقين، الذين وجهوا "نداء المسؤولية" في وقت سابق. وأوردت المصادر نفسها أن هذا التيار الجديد، الذي لا يدعو إلى التفرقة، "يسعى إلى تجديد النخب والديمقراطية واحترام ذكاء المناضلين ومنح الفرصة لنخبة سياسية جديدة"، مضيفة أنه "يريد حزبا قويا بكل مكوناته، ولكن يرفض قطعا بعض الممارسات التي ينهجها البعض، ومنهم الأمين العام". ويمر "البام"، بحسب مصادر هسبريس، بأزمة داخلية كبيرة منذ انتخاب بنشماش أمينا عاما، غير أن الوضع تفجر وخرج إلى العلن مؤخرا، خصوصا بعد ما جرى عقب انتخاب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر سمير كودار، الذي لم يعترف به قائد "الجرار" وأحاله على لجنة الأخلاقيات. وأكدت مصادر من داخل المكتب السياسي ل"البام" أن ما كان يعاتب عليه بنشماش الأمين العام السابق، إلياس العماري، صار يقوم به هو نفسه، وبات يتحكم رفقة العربي المحرشي، بصفته رئيسا لهيئة المنتخبين، في الحزب، موردة: "صدمنا فيه حقا؛ ذلك أن ما كان يعاتب عليه العماري صار يقوم بما هو أفظع منه، ويمارس الأستاذية والانفرادية في القرارات، ولا يستمع لشكاوى الأعضاء والمنتخبين، ولا يحل المشاكل العالقة". وكان بنشماش قرر سحب تفويض رئاسة المكتب الفدرالي من محمد الحموتي، مع إحالة ملف اجتماع تشكيل اللجنة التحضيرية على لجنة الأخلاقيات للبت القانوني في مجمل التجاوزات والخروقات المسجلة، واعتبر مواصلة أشغال اللجنة التحضيرية وما نتج عنها، بعد رفعه الجلسة، عملا غير قانوني ولا يخضع لقواعد الشرعية التنظيمية والسياسية، وهو الأمر الذي رفضه أعضاء المكتب السياسي، لافتين إلى أن هذه القرارات شخصية ولَم يتم التداول فيها. وسبق لمصادر هسبريس أن أفادت بأن اجتماع المكتب السياسي الذي عقد ليلة الاثنين لم يدم سوى خمس دقائق، حيث انتفض أعضاء الحزب في وجه بنشماش، بقيادة أحمد اخشيشن، رئيس جهة مراكشآسفي، معلنين انسحابهم وتركه وحيدا في القاعة.