يبدو أن خطوات الإطاحة بحكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، سائرة في طريقها، إذ يخوض معارضوه لقاءات تواصلية لإقناع أعضاء المجلس الوطني بالتصويت على قرار عزله في المؤتمر الاستثنائي الذي يتم الإعداد له. آخر هذه الخطوات الفطور الرمضاني الذي عقده أحمد الإدريسي، الملياردير وعضو المكتب السياسي للحزب، عشية الأربعاء بمنزله في مدينة طنجة، والذي عرف نزوح العديد من قيادات "البام" إليه؛ يتزعمهم المرشح لخلافة بنشماش، البرلماني عبد اللطيف وهبي، والمهدي بنسعيد عضو تيار المستقبل، ومحمد الحموتي رئيس المكتب الفيدرالي، عزيز بنعزوز رئيس الفريق الحزبي بالمستشارين، لوضع آخر الترتيبات قبيل الإطاحة بالأمين العام. وعرف الفطور، الذي شبهته مصادر الجريدة ب"المؤتمر الرمضاني"، نقاشا مستفيضا حول المجلس الوطني والتحضير للمؤتمر المقبل. ويراهن العديد من قيادات الحزب على الإدريسي، باعتباره شخصية نافذة ويتمتع بقوة داخل دواليبه، خصوصا أنه استطاع صنع العديد من الأسماء والدفع بها وتمكينها من الفوز في الانتخابات بجهة الشمال، وضمنهم المقربون من حكيم بنشماش، الأمين العام؛ ما يعني أن تيار هذا الأخير بات معرضا لزلزال، بسبب تحركات الإدريسي. وخاضت قيادات الصف الأول في حزب "الجرار" نقاشات مستفيضة حول الترتيبات التنظيمية من أجل التوجه إلى عقد المؤتمر، مؤكدين، حسب ما نقلته مصادر الجريدة، عدم اهتمامهم بالقرارات الصادرة عن الأمين العام بنشماش. ومعلوم أن أعضاء بارزين بالمجلس الفيدرالي للحزب شرعوا في جمع توقيعات قصد توجيه دعوة إلى فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني، من أجل عقد دورة استثنائية وبالتالي عزل بنشماش من منصبه. وأوضحت مصادر الجريدة أن غالبية الأعضاء بالمكتب الفيدرالي مدعومين بقيادات بارزة من المكتب السياسي وقعوا على الطلب، حيث ينتظر أن يتم توجيهه إلى المنصوري من أجل التسريع بتحديد موعد لدورة استثنائية. ولفتت المصادر إلى أن غالبية الجهات بالمملكة تدفع في هذا التوجه؛ وهو ما ينذر بتصعيد في الحزب، خصوصا بعدما وجه بعض الأعضاء كلاما يحمل قذفا في بعض آخرين، الشيء الذي سيصعب معه العودة إلى نقطة معينة قصد الحوار ووضع حد لهذه الأزمة. ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، إذ إن غالبية النواب والمستشارين البرلمانيين يدفعون بهذا الطرح ويرفضون بقاء بنشماش مرفوقا بالعربي المحرشي يتحكمون في دواليب الحزب، حيث انضم العديد منهم إلى الموقعين على الطلب لوضع حد لتصرفات الأمين العام، تضيف مصادرنا دائما. وكان بنشماش قرر سحب تفويض رئاسة المكتب الفيدرالي من محمد الحموتي، مع إحالة ملف اجتماع تشكيل اللجنة التحضيرية على لجنة الأخلاقيات للبتّ القانوني في مجمل التجاوزات والخروقات المسجلة. كما اعتبر مواصلة أشغال اللجنة التحضيرية وما نتج عنها، بعد رفعه الجلسة، عملا غير قانوني ولا يخضع لقواعد الشرعية التنظيمية والسياسية؛ وهو الأمر الذي رفضه أعضاء المكتب السياسي، لافتين إلى أن هذه القرارات شخصية ولَم يتم التداول فيها.