يسير الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد الحكيم بنشماش، على ما يبدو، صوب المصالحة مع تيار المستقبل، بعد رسالته الأخيرة التي أعلن فيها عن رغبته في تنظيم مائدة مستديرة هدفها المصالحة ورأب الصدع. فقد تمكن بنشماش خلال اجتماع المكتبين السياسي والفيدرالي، الأحد، وفي غياب العربي المحرشي الذي أعلن عن تجميد حضوره أنشطة الحزب، من إقناع الحاضرين برغبته في المصالحة مع قادة "تيار المستقبل". وحسب مصادر من داخل المكتب السياسي ل"البام"، فإن بنشماش طلب منحه تفويضا لإجراء مفاوضات مع أعضاء تيار المستقبل من أجل البحث عن سبل المصالحة الداخلية ولَمّ شمل الحزب، بدل استمرار هذا الخلاف بين "الرفاق الأعداء". وعلى الرغم من كون بعض الأعضاء لم يستسيغوا هذه المبادرة، إلا أن بعضهم الآخر فضل المصالحة، خصوصا بعد تراجع العربي المحرشي وشيوع خبر استقالة الأمين العام السابق للحزب، إلياس العماري، من منصب رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة. ويطمح بنشماش، الذي أعلن عن مبادرة مصالحة داخلية قبل أيام، إلى كسب هذا الرهان، والذهاب صوب مؤتمر موحد، حتى لا يسجل في مساره السياسي كونه كان وراء تشتيت الحزب الذي ساهم في تأسيسه بعدما كان عضوا في "حركة لكل الديمقراطيين". ويبدو أن مطالبة المكتبين السياسي والفيدرالي ل"البام" الجهات المختصة بفتح تحقيق قضائي نزيه في مجمل الصفقات المشبوهة التي قدمت بخصوصها شكايات على مستوى جهة مراكش-اسفي، التي يرأسها أحمد اخشيشن، من شأنها تعميق الأزمة، وإفشال الحوار والمصالحة، لا سيما وأن اخشيشن يعد الوجه البارز في تيار المستقبل. وبحسب مصادر من التيار المعارض للأمين العام الحالي، فإن قادة التيار يرفضون أي مصالحة مشروطة من لدن بنشماش، خصوصا اشتراط هذا الأخير إبعاد كل من أحمد اخشيشن، وسمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع. وعبر المكتبان السياسي والفيدرالي عن "أملهما في إنجاح مبادرة الحوار الداخلي بما تعلنه من إمكانية استعادة حزبنا لكامل أدواره ووزنه في المشهد السياسي المغربي بالانطلاق الممكن من المشترك النضالي لتجربة حزبنا، وبالرهانات المعقودة عليه".