تطورات مثيرة يشهدها البيت الداخلي لحزب الأصالة والمعاصرة بعد التدوينة الأخيرة للقيادي العربي المحرشي المساند الأول للأمين العام للحزب حكيم بنشماش، والتي أعلن فيها تجميد أنشطته في الحزب. وكشفت مصادر جد مطلعة ل”الأول” أن العربي المحرشي بعدما نشر تدوينته أقفل هاتفه، بل إن قياديين في الحزب ذهبوا حتى منزله، إلا أن زوجته أخبرتهم أنه غير موجود. ذات المصادر أكدت أن العربي المحرشي، غاضب “ربما” من التوجه نحو المصالحة بين الأطراف المتنازعة داخل “البام”، ويحاول بقراره هذا الضغط على بنشماش الذي أبدى “ليونةً” في التعاطي مع وساطة فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني والتي اقترحت عليه الذهاب إلى المؤتمر بشكل موحد بين الطرفين. ذات المصادر أوضحت أن اللقاء الذي جمع المنصوري ببنشماش في الصخيرات يوم الإثنين الماضي، حضره المحرشي، حيث تقدمت المنصوري بمقترح المصالحة مع تيار المستقبل الذي يقوده أحمد خشيشن وعبد اللطيف وهبي ومحمد الحموتي، وبالرغم من أن بنشماش أبدى استعداده للمصالحة مبدئيا، إلا أنه طالب المنصوري بتقديم مقترح تصور لهذه المصالحة، خصوصاً أن مياها كثيرة جرت تحت النهر، وأن الطرفان تبادلا الاتهامات بل وإن هناك قرارات اتخذت بالطرد في حق عدد من أطر الحزب، والأمر وصل إلى القضاء. وطلب بنشماش بمهلة لإعداد تصور لهذه المصالحة وكيفية تصديرها للرأي العام بشكل مقبول، تقول مصادرنا، كما طلب من المنصوري بدورها التفكير في تصور من جهتها رفقة التيار الآخر. ويؤكد المصدر أنه يبدو أن المحرشي لم يستسغ موقف بنشماش، خصوصاً بعد خروج تسريبات تتحدث عن توجه الأطراف المتخاصمة داخل “البام” نحو طي الخلافات والمصالحة، وهو ما عجل بانعقاد المكتب السياسي وكان رد فعل بنشماش والمحرشي “عنيفا” من خلال بلاغ المكتب السياسي الذي تم إصداره الثلاثاء الماضي، بعد يوم واحد من لقاء المنصوري، يرفض فيه المصالحة مع “الانقلابيين”، في إشارة إلى معارضي بنشماش ومن معه، والذي يبدو أن عبد اللطيف وهبي هو من يقف وراء هذا التسريب، لغاية في نفس يعقوب. لكن بالرغم من صدور البلاغ “العنيف” إلا أن بنشماش أظهر رغبةً في المصالحة وتوحيد الحزب وهو الأمر الذي يُعاكس رغبات المحرشي “ربما”، هذا الأخير تقول مصادرنا، وحسب المصادر، فإنه وبعد كل هذه التطورات يحاول المحرشي الضغط على بنشماش بتركه وحيداً داخل المعركة التي تجري أطوارها داخل الحزب وخارجه في المحاكم.