يعقد حزب الأصالة والمعاصرة، يومه السبت، في سلا اجتماعا ساخنا لمجلسه الوطني، لانتخاب أمين عام جديد خلفا لإلياس العمري، الأمين العام، الذي تشبث باستقالته. قيادة الحزب قررت عقد دورة مغلقة للمجلس بعيدا عن أعين الصحافة، وسط انقسام حاد يعرفه الحزب بين تيار يريد التخلص من إلياس نهائيا بانتخاب أمين عام جديد غير تابع له، وبين توجه يريد انتخاب شخصية قريبة من إلياس وتعمل بجانبه. اجتماعات ماراطونية انعقدت مؤخرا بين توجهات متناقضة داخل الحزب، للتوافق على مرشح يُسقط إلياس من قيادة الحزب، أسفرت عن تشكيل تحالف يدعم ترشيح حكيم بنشماش، بدعم من كل من الأذرع السابقة لإلياس التي انقلبت عليه وهم برلماني الريف محمد الحموتي، وعزيز بنعزوز، رئيس الفريق في الغرفة الثانية، ويضاف إليهم برلماني وزان العربي المحرشي. وانضم إلى هؤلاء بعد لقاءات مطولة كل من البرلماني عبداللطيف وهبي، وفاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني. مصدر مقرب من وهبي أكد ل"أخبار اليوم"، أن "الهدف الآن، هو الإطاحة بإلياس العمري ومنع صعود أمين عام يأتمر بأوامره ويمهد له الطريق للعودة خلال بضع سنوات". وبدورها، قالت المنصوري ل"أخبار اليوم"، إنها لن تعلن عن موقفها إلا بعدما يتم إعلان الترشيحات رسميا في المجلس، وقالت "أحترم جميع الأسماء التي يتم تداولها بمن فيهم حكيم بنشماش"، الذي وصفته ب"المناضل الذي تعلمت منه". المنصوري كانت قد هاجمت بنشماش سابقا في اجتماع للمكتب السياسي، وطالبته بالخروج للرأي العام لكشف موضوع اقتنائه فِيلا في حي راق بالرباط، لكنها اليوم، تقرر بمعية وهبي التحالف للإطاحة بإلياس. في الجهة المقابلة، يتحرك إلياس بقوة لتقديم مرشحه والدفاع عنه. في أحد اللقاءات اقترح أن يتولى تقديم ثلاثة أو أربعة أسماء أمام المجلس الوطني لينتخب منها أمينا عاما، لكن هذا المقترح لم يحظ بالإجماع، خاصة من جانب خصومه. داخل البام يجري الحديث عن دعم إلياس العمري لترشيح الحبيب بلكوش أو مصطفى الباكوري، أو صلاح الدين أبو الغالي. إلياس اختار أن يبعث إشارة بخصوص اختياراته هاته، حين عقد اجتماعا الأربعاء الماضي من أجل إطلاق عملية اكتتاب لبناء مقر جديد للحزب في طريق زعير بالرباط، حيث ظهر إلى يساره الثلاثي الباكوري، بلكوش، وأبو غالي. العمري كان قد اختار تعيين الحبيب بلكوش، المناضل اليساري السابق، لخلافته مؤقتا على رأس الحزب عندما استقال في غشت الماضي إثر أحداث الحسيمة، وهي إشارة أخرى لدعمه من جديد. لكن كيف ستجري وقائع المجلس الوطني؟ كان يفترض عقد مؤتمر وطني استثنائي لانتخاب أمين عام جديد وتجديد هياكل الحزب، لكن حسب قيادي في الحزب، فإن البام غير مستعد لعقد مؤتمر "لأسباب مادية، وأيضا سياسية". لهذا سيتم الاكتفاء بمجلس وطني، سيصادق على تقرير اللجنة التي عينها المكتب السياسي الذي تضمن انتخاب أمين عام جديد. لكن هناك خلافا داخليا حول هل سيتم المصادقة على استقالة إلياس العمري من طرف المجلس؟ قبل المرور إلى فتح باب إعلان الترشيح لمنصب الأمين العام لخلافته، أم إن الاستقالة حسمت، وهنا ترى فاطمة الزهراء المنصوري أن "الاستقالة شخصية وإلياس تمسك بها، ولا داعي لطرح الاستقالة للمصادقة في المجلس". وفي حالة انتخاب أمين عام جديد، سيعلن عن استمرار الهياكل التنظيمية الحالية، ويقرر عقد مؤتمر استثنائي للحزب في ظرف سنة لإعادة انتخاب هياكل جديدة. هذه التجاذبات تكشف أن البام دخل مرحلة السرعة النهائية لطي صفحة إلياس العمري وسط انقسام حاد بين مؤيدي إلياس والمنقلبين عليه، ولا أحد يمكنه التكهن بما ستؤول إليه الأمور داخل الحزب، خاصة أن أنصار إلياس يرددون من الآن أنه "إذا فاز بنشماش، فقد انتهى الحزب"، فيما يقول أنصار بنشماش "إذا صعد أمين عام متحكم فيه، فعلى الحزب السلام".