تحولت السواحل الجزائرية خلال السنة الجارية إلى نقطة انطلاق لقوارب الهجرة السرية نحو الضفة الشمالية لحوض البحر الأبيض المتوسط، ما يؤكد انسداد الآفاق أمام الشبان الجزائريين الذين ضاقوا ذرعا من ارتفاع نسبة البطالة ببلادهم، وفضلوا ركوب أمواج البحر للوصول إلى السواحل الأوروبية. وحسب الإحصائيات التي أوردتها منظمة “فرونتكس” لمراقبة حدود الاتحاد الأوروبي، فإن ما يفوق 3 آلاف من المهاجرين السريين الجزائريين تمكنوا من الوصول عبر “قوارب الموت” إلى السواحل الإيطالية والإسبانيا منذ بداية السنة الجارية. وموازاة مع هذه الأرقام الواردة في تقرير وكالة "فرونتكس" المتخصصة في مراقبة حدود القارة الأوروبية، أكدت مصادر جزائرية غير رسمية استفحال ظاهرة الهجرة السرية في الأشهر القليلة الأخيرة، حيث أصبحت السواحل الجزائرية الشرقية والغربية وحتى الوسطى كذلك، نقط انطلاق “الحراكة الجزائريين”نحو أوروبا، مضيفة أن منطقة تيزي وزو سجلت أكبر عدد من ضحايا ركوب أمواج البحر بغرض الهجرة نحو أوروبا. وعزت ذات المصادر إقبال أعداد كبيرة من الشباب الجزائري على ركوب “قوارب الموت” إلى شعورهم بالإحباط بسبب غياب فرص الشغل وتأزم الأوضاع مع استمرار سياسة التقشف التي تنهجها الحكزمة الجزائرية للتخفيف من تداعيات تراجع عائدات تصدير البترول نتيجة انخفاض أسعاره في الأسواق العالمية. مشيرة إلى تمركز مافيات تهريب البشر بالقرب من المناطق الساحلية بالجزائر، بعد أن تم تشديد الخناق عليها بالسواحل الليبية.