بعد أن عبرت العديد من الفعاليات السياسية والمدنية التونسية عن رفضها لاستقبال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أكد عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في الجزائر)، عن رفضه بدوره لزيارة ولي العهد لبلده. وأكد مقري أن الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى بلاده خلال هذه المرحلة “لا تخدم صورتها عربيا ودوليا”. جاء ذلك في معرض رد مقري على أسئلة للصحفيين حول موقفه من هذه الزيارة على هامش ندوة سياسية تحت عنوان "التطبيع والمد الصهيوني في العالم العربي" بمقر الحزب بالعاصمة. ونقلت وسائل إعلام جزائرية وعربية قبل يومين أن بن سلمان سيزور الجزائر في السادس من دجنبر المقبل في إطار جولة عربية بدأها من الإمارات. وحسب مقري، فإن “استقبال ولي العهد السعودي في هذه المرحلة لا يخدم في الحقيقة صورة الجزائر على المستوى العالمي أو العربي (..) هو استجاب لدونالد ترامب (الرئيس الأمريكي) بخفض أسعار البترول وهو يعلم أن هذا يضر بالجزائر”. وتابع: “هو بهذه الزيارة ربما يسعى لطمأنة الجزائر، وربما يطمع في أن يجعلها جمهورية أرز (تعيش على المساعدات)، لكن نحن نثق في نخوة الجزائريين بأنهم لن يقبلوا أن تتحول بلادهم إلى بلد طماع". وخلال كلمة أمام الندوة الخاصة بقضية "التطبيع"، قال مقري إن "جولة ولي العهد السعودي في المنطقة هدفها ستر نفسه". وأوضح: “لقد وصل الحد بولي العهد إلى سجن كل واحد يقول كلمة حتى ولو كانت لطيفة في حقه (..) هناك أعداد هائلة من المهددين والسجناء والقتلى وآخرها قضية الصحفي جمال خاشقجي كما تعلمون”. وتواجه السعودية أزمة دولية كبيرة على خلفية قضية خاشقجي، إذ أعلنت المملكة في 20 أكتوبر الماضي مقتله داخل قنصليتها في إسطنبول، بعد 18 يوما من الإنكار. وقدمت الرياض روايات متناقضة عن اختفاء خاشقجي قبل أن تقر لاحقا بقتله وتقطيع جثته إثر فشل "مفاوضات" لإقناعه بالعودة للسعودية؛ ما أثار موجة غضب عالمية ضد المملكة ومطالبات بتحديد مكان الجثة والشخصية التي أعطت الأمر بقتل الصحفي.