ركز الملك محمد السادس، خلال خطابه أمس بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية، على مجموعة من النقاط والقضايا الهامة، المتعلقة بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يمر منها المغرب، وضرورة مواصلة الإصلاح، ومواكبة الهيئات السياسية وتحفيزها وتجديد الأسلوب، كما دعا لذلك الملك إليه، البرلمانيين والفاعلين والمتدخلين للتحلي بروح المسؤولية والعمل الجاد، والرفع من مستوى الأداء الحزبي، والعمل السياسي والتشريعي وباقي السياسات العمومية. وهو ما أكده الحسين أعبوشي أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية الحقوق بالنيابة بمراكش في اتصال مع “برلمانكم” بأن الخطاب في هندسته مثل الخطب التوجيهية التي يفتتح بها الملك الدورة البرلمانية وما تتضمنه من عناصر متعددة، يكون المشترك فيها هو التوجيه العام لأعضاء البرلمان وممثلي الأمة، ووضعهم أمام مسؤولياتهم عبر التعليمات والتوجيهات التي تسير بالمنحى الإستراتيجي وتقدم عناصر الإجابة على التحديات والإكراهات المجتمعية المطروحة. وأضاف أعبوشي، أن الخطاب الملكي أمس بالبرلمان، يعتبر إمتداد للخطابين الأخيرين، عيد العرش، و20 غشت، واللذان ركزا على المشاكل الاجتماعية والتشغيل والتعليم والتكوين والتكوين المهني، وما ستمكنه معالجتهما الشباب من القدرات والولوج إلى سوق الشغل، في ظل الفرص المتاحة التي تحدث عنها الخطاب الملكي، وخاصة القطاع الفلاحي. وإمكانية جعل هذا القطاع مصدرا أساسيا في فتح نوافذ وفرص التشغيل للشباب بالعالم القروي، بما يتطلب ذلك من مراحل تتجلى في اصلاح الوعاء العقاري والمجال الفلاحي حتى يتسنى لهؤلاء الشباب والفلاحين الصغار، التوفر على الأراضي للعمل والإستثمار فيها، موازاة مع تعزيز دور المقاولات المواطنة والقطاع الخاص ومشاركتهما القطاع العام في عملية التشغيل. وقال الحسين أعبوشي نائب رئيس جامعة القاضي عياض، إن الملك خلال خطابه، وجه رسالة للأحزاب السياسية ووجوب انخراطها عبر المؤسسات والمجال التشريعي في مواجهة التحديات التي تواجه المغرب وما سيقدم عليه من إصلاحات مستقبلا، خصوصا ما يتعلق بالنموذج التنموي الجديد وضرورة التفكير فيه للإجابة على متطلبات وإنشغالات الشارع المغربي بصفة عامة. وعلى هذا الأساس فإن اللجنة المعلنة خلال الخطاب ستكون في علاقة مباشرة مع رئيس الدولة- الملك- لأجل جمع الأفكار والتصورات والأراء ضمن أجال 3 أشهر لإخراج هذا النموذج التنموي وخلق التشغيل والتكوين وجعلهما مدخلان أساسيان للرفع من تنافسية الإقتصاد المغربي ودعم المقاولات والدفع بعجلة التنمية للأمام. وخلص الحسين أعبوشي أن الخطاب الملكي أشار إلى أن المغرب يمر بلحظة مفصلية لا تخلو من صعوبة، وتتطلب التحلي بروح المواطنة والمسؤولية والإعتماد على رجالات الدولة السابقين في خدمة الدولة والوطن ومصالحه العليا والإستجابة لإنتظارات المجتمع والتحديات الراهنة.