قال محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، إن ترسيخ برنامج الجامعة الخريفية بالسجون، يأتي بعد الأصداء الطيبة التي خلفتها الدورات السابقة، التي تروم تطوير قدرات النزلاء وتجاوز المشاكل التي قد تواجههم. وعدد التامك، خلال افتتاح الدورة الخامسة للجامعة الخريفية بالسجون، والمنظمة تحت عنوان “تقوية القدرات الإبداعية للسجناء رافعة للإدماج”، اليوم الأربعاء 26 شتنبر بأكادير، (عدد) البرامج التي سهرت المندوبية على تنزيلها لتشجيع المبادرات الفنية للسجناء والنهوض بإبداعاتهم. جاعلة من تلك البرامج إحدى استراتيجياتها. ومن بين تلك البرامج يقول التامك، البرنامج الوطني للمسابقات: ويشتمل على 34 مسابقة من بينها 11 في مجال الإبداع وهي: الفن التشكيلي، والخط العربي، والشعر، والزجل، والقصة القصيرة، والراب لفائدة النزلاء الأحداث، والمسرح، والموسيقى، والعزف المنفرد، والأشغال الفنية اليدوية لفائدة النزيلات وأسبوع الكتاب. وأشار التامك، إلى أنه تم برسم سنة 2018 إحداث مسابقة “كوميك” تهدف إلى إبراز إبداعات السجناء في مجال الكوميديا وصقلها وتطويرها على يد فنانين محترفين. وتم إصدار مؤلفين يتعلقان بإبداعات السجناء: الأول بعنوان “cARTcéral”، ويضم أفضل إبداعات السجناء في مجال الفن التشكيلي والخط العربي. والثاني تحت عنوان “صناع مصير مغاير”، وهو عبارة عن قراءات وتأويلات فلسفية تحاول تقريب القارئ من الأبعاد الوجودية والإنسانية العميقة للإبداعات اليدوية للنزلاء، في المجالات الحرفية المتعددة، كالخزف والنجارة، والزرابي، والحدادة، وغيرها. وأورد التامك، أن المندوبية نظمت مسابقة أفضل منتوج حرفي، وتهدف هذه المسابقة إلى تشجيع إبداعات السجناء والرفع من مستوى قدراتهم وكفاءاتهم في مجال تصميم وصنع منتجات ذات قيمة حرفية وفنية وإبداعية عالية. و”سيتم تتويج السجناء الفائزين في هذه المسابقة خلال الحفل الختامي لهاته الجامعة”. وتحفيزا للسجناء على الخلق والإبداع، تقرر بموجب مقرر تنظيمي منح مقابل مادي في حدود 2000 درهم للمعتقلين الذين يزاولون نشاطا أدبيا أو فنيا بالمؤسسات السجنية، وذلك عن طريق لجنة مركزية تناط بها مهمة معاينة الأعمال الأدبية والفنية للمعتقلين حسب معايير تضعها اللجنة، وتأخذ بعين الاعتبار المجهود الإبداعي للمعتقلين ومدى انخراطهم في برامج التأهيل لإعادة الإدماج. وفق تعبير التامك. وفي ذات السياق، أفاد التامك، أن المندوبية أطلقت أيضا برنامج “فرصة وإبداع” في إطار شراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد التضامني، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، يروم تأهيلهم وإبراز كفاءاتهم الحرفية والفنية. وفي سياق متصل، تم إحداث موقع بشبكة الإنترنت للسجناء الموهوبين بمعية منظمة البحث عن أرضية مشتركة يتم من خلاله عرض إبداعات السجناء في شتى المجالات، مع إرفاقها ببيانات حول مؤهلاتهم المعرفية والاجتماعية؛ مما يتيح لرواد الشبكة إمكانية دعم النزلاء الموهوبين أو حتى التكفل بهم. وفي إطارا ذات التوجه التأهيلي، أطلقت تجربة أولى لبرنامج المقاهي الثقافية في السجون؛ من خلال تنظيم المقهى الثقافي بالسجن المركزي بالقنيطرة. يروم هذا البرنامج تمكين السجناء من التفاعل في المجال الثقافي والإبداعي الأدبي مع نخبة من المثقفين والأدباء المغاربة.
ونظرا لنجاح هذه التجربة التي تعد الأولى، يضيف التامك، عمدت المندوبية العامة بشراكة مع برنامج الأممالمتحدة للتنمية إلى تعميم هذا البرنامج ليشمل عشر مؤسسات سجنية أخرى. وفي إطار المبادرات الفكرية والثقافية، تم خلق مجلة فصلية بعنوان “دفاتر السجين” تشرف على الأعمال المنشورة فيها لجنة علمية للقراءة تتكون من كفاءات علمية ومثقفين وجامعيين وخبراء. وقد حرصت الهيئة العلمية للمجلة على تنويع المجالات الإبداعية للنزلاء لتشمل التاريخ، والعلوم السياسية، والعلوم الشرعية، وعلم الاجتماع، والآداب، والأعمال الإبداعية من قصة قصيرة وشعر وزجل وغيرها. ويذكر أن الجامعة الخريفية المنظمة بالسجن المحلي آيت ملول، تعرف مشاركة أزيد من 200 سجين جامعي، سيتمكنون من إبراز كفاءاتهم المعرفية وتثمين ما تحصلوا عليه من تعليم وتكوين خلال مسارهم الدراسي داخل السجن.