هي مدينة شهيرة بشاطئها الأزرق الحاصل على الشارة الزرقاء كأفضل شاطئ من شواطئ المملكة، هي السعيدية التي تحادي التراب الجزائري بأقصى شمال شرق المغرب، مدينة هادئة تطل شواطئها على شواطئ جزائرية وتكشف للبلد الآخر عن مؤهلاتها السياحة الهامة التي تجعلها مدينة الاستقطاب. إن مدينة السعيدية تشكل مركز الاقتصاد بجهة الشرق كلما حل فصل الصيف، إذ تتحول إلى مدينة سياحية بامتياز، يحج إليها مئات الآلاف من المغاربة المقيمين بأرض الوطن وخارج أرض الوطن من الجالية المغربية المقيمة بالخارج، لتصبح المدينة في هذه الفترة من السنة مركزا للدخل المالي الذي يقدر بملايير الدراهم حسب ما أكده مصدر مسؤول ل”برلمان.كوم“. فقد يلاحظ زائر المدينة خلال فترة الصيف حركية ونشاطا اقتصاديا خاصا يجعله يضعها في ميزان المدن الكبرى ذات الاقتصاد الهام بالنظر إلى حجم المبيعات التي تعرفها كل المحلات والأسواق بها، ناهيك عن التجارة الحرة التي تشهدها المدينة والتي يمارسها المئات من التجار الوافدين من مختلف مناطق المغرب، محملين بمختلف السلع ويجوبون بها شاطئا من 14 كيلومترا لخلق حركية اقتصادية. هذا الرواج والحركة السياحية والاقتصادية التي تساهم فيها المخيمات المنتشرة على شاطئ السعيدية سرعان ما تتحول من رحلة الصيف المزدهر المدر على المدينة ملايير الدراهم إلى رحلة الخريف والشتاء لتعيش المدينة على جملة من المشاكل بحيث أنها عندما تلفظ آخر زوارها، ويطل عليها الفصل الشتوي يبدأ المشوار الروتيني الجامد، ويظل السعيديون هم وحدهم من يملؤون أزقتها ويؤنسون وحدتها، حتى وإن نظر الناظر الغريب للمدينة من بعيد لظن أنها مهجورة ولا يسكنها ساكن. الهدوء والركود، هي السمة المسيطرة على جميع المجالات في مدينة السعيدية خلال الموسم الشتوي إذ تتحول التجارة على عكس ما كانت عليه في الصيف، تدر مردودا ضعيفا وضئيلا بسبب قلة الرواج التجاري لتجد أغلب المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي قد أغلقت أبوابها مع نهاية شهر شتنبر بسبب قلة الزبائن وانعدام المردودية الكافية. رئيس جماعة السعيدية عمر بن اسماعيل، في تصريح خاص ل”برلمان.كوم” حول الوضع الذي تكون عليه المدينة في فصل الشتاء أكد أن السعيدية “هي مدينة سياحية معروفة على الصعيد الوطني والدولي، وأن التسويق لها ينبغي أن يكون إيجابيا وأن لا يكون سلبيا؛ كون أن المدينة نظيفة وبها شاطئ نظيف، بل وحتى في فصل الشتاء تظل المدينة هادئة”، مشيرا إلى أن “مجمل منازل السعيدية هي ذات طابع سكاني ثانوي وعدد سكانها الذي لا يتجاوز 11 ألف نسمة شتاء يتحول إلى 800 ألف نسمة في فصل الصيف، وهذا أمر طبيعي للكشف عن الاختلاف بين فصلي الشتاء والصيف، مضيفا أن “فترة الثلاثة أشهر تعوض باقي أشهر السنة”.