للذكرى ولعل الذكرى تنفع المؤمنين، سبق لعبد الإله بن كيران الأمين العام السابق لحزب “العدالة والتنمية” أن قام بطرد عشرة مستخدمين بمدارسه الخاصة ذات صباح من سنة 2011 التي ترشح فيها عن دائرة سلاالمدينة، برسم الانتخابات التشريعية التي حملته إلى رئاسة الحكومة. يروي أحد ضحايا هذا الطرد التعسفي كيف رمى بهم ابن كيران في غياهب جب البطالة، قاطعا مصدر رزقهم دون سبب وجيه أو مقنع، دون شفقة، لم تسعفهم معها توسلاتهم، ولا طلب الرحمة طمعا في صفحه وعفوه، رغم أنهم لم يتركوا "حرفا في السنة" وهم يؤدون عملهم على أحسن وجه، بما تقتضيه يقظة الضمير في المجال التربوي. الراوي الذي سرد هذه الواقعة بحسرة، وقف عند تفاصيل الشكاية التي تقدم بها رفقة زملائه لدى مفتشية الشغل بمدينة سلا، وكيف تجبر ابن كيران -وهو العارف بتعاليم الإسلام الذي يحرم الظلم- حين رفض مطالب مفتش الشغل بتسوية مستحقات مشغليه المطرودين وفق ما تنص عليه مدونة الشغل. والغريب في الأمر يضيف الراوي، أن ابن كيران وبعد أن خاف من الفضيحة والشوهة التي توعدوه بها رضخ للحوار، غير أنه أسقط جبة المبادئ الإنسانية التي يرتديها في مسرحياته السياسية ويتزين بها في شطحاته الخطابية ليكشف عن جشعه وشطارته التي لم تكن في محلها اللهم إن كان يعتبر هضم حقوق الغير شطارة وضربة معلم. وختم الراوي قائلا "ابن كيران استغل فقرنا وحاجتنا وقرر في الأخير أن لا يؤدي لنا سوى ثلثي مستحقاتنا المالية والثلث الآخر احتفظ به لنفسه، وكذلك كان".