الرباط محمد أحداد أكدت مصادر موثوقة أن الصراع الدائر في البيت الاستقلالي بين تيار عباس الفاسي وحميد شباط «هو الذي كان وراء توقيف حاملي شواهد الماستر لسنة2011 قبل أن يتم توقيفهم مؤخرا». وأضافت نفس المصادر أن أصل «الصراع بدأ حين دفع التيار المحسوب على شباط في اتجاه توظيف حملة شهادة الماستر لسنة 2011، في حين أن التيار المحسوب على الأمين العام عباس الفاسي كان يعارض هذه الخطوة». وفيما نفى حميد شباط أن يكون هناك أي «نوع من الصراع بينه وبين الفاسي حول هذا الملف أو أنه تدخل لتوظيف أي معطل» لم تخف مصادرنا أن شباط «استشاط غضبا حين علم بقرار الوفا بعد أيام فقط من حسم تيار شباط لمعركة إجراء موعد مؤتمر الحزب».وقالت المصادر ذاتها: «ليس من المستبعد أن يكون شباط الغاضب من قرار الوفا قد اتصل ببعض المطرودين من وزارة التربية الوطنية». من جهة أخرى، أسرت مصادر موثوقة من داخل وزارة التربية الوطنية أن عبد السلام البكاري الذي كان مستشار عباس الفاسي في التشغيل، رضخ لضغوطات قيادات استقلالية بارزة من «أجل تشغيل موظفين لا علاقة لهم بالنضال». وأضافت المصادر ذاتها أن «طرد حاملي شهادة ماستر لسنة 2011 من شأنه أن يزرع الخلاف بين المكونات الحكومية في الأيام المقبلة». إلى ذلك، كشفت مصادر موثوقة داخل وزارة التربية الوطنية عن «تزويرات خطيرة» طالت تواريخ الحصول على شواهد الماستر»، حيث تورط الأساتذة ورؤساء بعض الجامعات في تغيير التاريخ من 2011 إلى 2010». وأوضح نفس المطرودين أن «التزوير طال أكثر من 15 شهادة دون أن يتدخل أحد لإيقاف هذا التواطؤ، الذي يستهدف العملية التربوية برمتها». مؤكدين أن «لائحة الذين زورت شواهدهم ستكون جاهزة في الأيام المقبلة لعرضها على لحسن الداودي وزير التعليم العالي بغاية فتح تحقيق نزيه حول هذا الموضوع». كما أماط المطرودون اللثام عن «عمليات مشبوهة في ملف التوظيف المباشر عبر وجود مجموعات أشباح لم تنزل يوما إلى الشارع ولا يعرف أحد مكان وجودها ولا الجهة التي تدفع بها، والأمر الذي يؤكد مثل هذا المعطى هو أن الحكومة وظفت أكثر من 4000 معطل في الوقت الذي كان عدد المعطلين الذين ينزلون إلى الشارع لا يتجاوز 1500». في السياق نفسه، من المفترض أن يكون محمد يتيم، الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، التابع لحزب العدالة والتنمية، قد توصل مساء أمس الجمعة بلائحة المطرودين وأماكن عملهم لرفعها إلى رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران. واستغرب «ضحايا الطرد التعسفي» من استثناء البعض منهم من مستحقاتهم المالية بعد عام ونصف من التوصل بقرار التعيين في المؤسسات التعليمية. في المنحى ذاته، من المرتقب أن تقوم تنسيقية الأطر المدمجة في وزارة التربية الوطنية بإنزال مكثف يوم الثلاثاء المقبل للتضامن مع زملائهم المطرودين. وقد حاولت «المساء» طيلة صباح أمس الاتصال بكل من محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، ولحسن الداودي، وزير التعليم العالي، لمعرفة رأيهما في الموضوع، لكن هاتفيهما ظلا خارج التغطية.