يعتبر كثيرون من غير المطلعين على حقيقة الصوفية أن كلمة التصوف مشتقة من لبس الصوف أو المرقع، والتي تعتبر علامة على الزهد و طرح مباهج الحياة، إلا أن الحقيقة في هذا تختلف اختلافا كبيرا، حيث إن التصوف مشتق لغويا من أهل الصفة و هم فئة من فقراء الصحابة كانوا منقطعين للعبادة يبيتون في دكان المسجد النبوي منقطعين للعبادة وحفظ القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. الأستاذ محمد حافظ رئيس المجلس العلمي المحلي لأزيلال، يوضح في تصريح له خص به “برلمان.كوم” أن “الصفة هي دكان خلف باب المسجد النبوي تتخذه هذه الصفوة من الصحابة مكانا للمبيت تأتيهم الصدقات من قبل المسلمين بطعامهم و شرابهم منهم أبو هريرة و ابن مسعود و غيرهما لذا نجدهم أكثر الصحابة رواية للحديث لكونهم يحضرون مجالس النبي صلى الله عليه و سلم صباح مساء”. ذ. محمد حافظ – رئيس المجلس العلمي المحلي لأزيلال ويتابع الأستاذ حافظ أنه و”بالمقارنة مع صحابي جليل أخر لم يرو عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا أحاديث قليلة لكونه قائدا عسكريا (خالد بن الوليد) .فإن الاسم مستمد من لبس الصوف أو من أهل الصفة أو من الصفاء صفاء السريرة على مستوى أصل التسمية، كما انه وعلى مستوى الممارسة بالقيام بجميع الفرائض و الأركان التي أوجبها الشرع في أوقاتها مع ذكر الله وأسمائه الحسنى و مع الزهد و الورع، غير أن بعضهم يغالي في ذلك إلى درجة أنه يدعي الوصول إلى مقامات عالية تسمح له بترك الفرائض و هي مغالاة ما نزل الله بها من سلطان . ودخل التصوف عموما المغرب في القرن الخامس الهجري قادما من الشرق مع ابن تومرت أو قبله”. ويشدد حافظ على أن “المغاربة اختاروا التصوف السني الذي يعني القيام بالواجبات الدينية مع الذكر و الورع و فعل الخير و إسداء المعروف للمحتاجين ،و عدم الانزواء و الانقطاع عن الحياة ، وممارسة المهن و البعد عن الغلو و ممارسة العمل داخل الزوايا من حفظ القران الكريم و تحفيظه و تدريس العلوم الشرعية ،فكان للزوايا بالمغرب دور كبير في الحفاظ على الهوية المغربية، و لهذه الأغراض النبيلة جعل المغرب التصوف السني ضمن ثوابته الدينية إلى جانب المذهب المالكي و العقيدة الأشعرية و التصوف السني و إمارة المومنين كاختيار المغاربة منذ دخل الإسلام إلى هذه الديار حفاظا على الوحدة الوطنية و إغلاق باب الفتن و التمسك بتصوف الإمام الجنيد الذي يعتبر سيد الطائفة”. ويضيف الأستاذ حافظ أنه وعلى العموم “فالتصوف المعتدل ما يعبر عنه بالتخلية و التحلية بمعنى أن يتحلى الشخص عن الأفعال و الصفات الرذيلة ، ويتحلى بالصفات الحميدة كالصدق و الورع و الصبر والتعاون و إسداء الخير و عدم إلحاق الضرر بالآخرين، هذا و الحديث عن التصوف السني و هو عبارة عن التربية النفسية و الروحية بالسلوك الحسن و المعاملة الحسنة”.