شهدت ساحة لهديم التاريخية بمدينة مكناس خلال الآونة الأخيرة، عودة ملحوظة لعدد من “الحلقات” التي كانت قد غابت عن هذه الساحة منذ مدة طويلة. عودة الفرجة لساحة لهديم مردها إلى عودة العديد من “الحلقات” التي غادرت الساحة منذ طويلة، لأسباب متعددة أبرزها احتلال الساحة التاريخية بالكامل من قبل المقاهي وبعض المحلات التجارية بسوق لهديم، وكذا استغلال ما تبقى من الساحة من قبل الفراشة، الأمر الذي لم يؤدي فقط إلى هجرة “الحلايقية” وإنما أدى كذلك إلى انخفاض زوار ساحة لهديم. انتعاشة فن الحلقة بساحة لهديم لم يأتي بتدخل الجهات الوصية على القطاع الثقافي والسياحي بالمدينة، وإنما بمبادرات فردية من الحلايقية أنفسهم، فبالإضافة إلى “حلقة” الملاكمة، عادت كذلك حلقة “الساحر” هذا بالإضافة إلى باقي صناع الفرجة من الفكاهيين والفرق الغنائية ومرودي الافاعي. وعوض تشجيعها على الاستمرار بتوفير الإمكانيات اللازمة لذلك، لاتملك الجهات المسؤولة وعلى رأسها جماعة مكناس التي يقودها حزب “المصباح” أية رؤية لدعم فن الحلقة بساحة لهديم الذي يساهم بشكل كبير في جلب الزوار سواء المغاربة أو الأجانب لهذه الساحة التاريخية. وتجدر الإشارة إلى أن الالتفاتة الوحيدة التي استفاد منها “الحلايقية” تعود إلى عهد الوالي السابق لجهة مكناس تافيلالت حسن أوريد، الذي حاول أن يصنع من ساحة لهديم نسخة طبق الأصل لساحة جامع لفنا إلا أنه لم يوفق في ذلك .