نجح فريق من العلماء الفرنسيين في استعادة قدر كبير من وعي مريض يبلغ من العمر 35 عاما يعاني من إصابات في المخ نتيجة إصابته في حادث سيارة، وذلك بواسطة التحفيز العصبي الذي يمتد من البطن إلى المخ. وكان المريض قد أمضى 15 عاما في حالة الخضرية الدائمة، وهي إحدى حالات اضطراب الوعي تنجم عن وقوع أضرار أو تلف بخلايا المخ، وتختلف عن الغيبوبة، لكون المريض يمر بمظاهر اليقظة والنوم، ويقوم بفتح عينيه وتحريكهما بشكل عشوائي، فضلا عن إصدار بعض الأصوات غير المفهومة أو الصراخ أو البكاء وبعض الحركات التي تشبه الابتسام أو حتى الضحك، ولكن لا تعبر هذه الحركات أبدا عن إدراك المريض لنفسه أو لما حوله وإنما هذه الحركات مجرد أفعال منعكسة لا إرادية. وبعد زرع محفز عصبي في صدر المريض، أمضى الباحثون شهرا في تحفيز العصب المبهم، وهو المسار الرئيسي في الدوائر العصبية في المخ والجسم، ويلعب دورا محوريا في عدد من الوظائف العصبية الأساسية، بما في ذلك الاستيقاظ والبقاء في حالة يقظة. من جانبها، أكدت الدكتورة “أنجيلا سيريجو”، أستاذ المخ والأعصاب، ومدير معهد العلوم المعرفية في ليون، أنه بعد شهر من تحفيز الأعصاب المبهمية، تحسنت درجة الانتباه لدى المريض وحركاته ونشاطه بشكل ملحوظ. وأوضحت أن المريض أصبح أكثر استجابة إلى حد كبير، إلى جانب إمكانية استجابته لطلبات بسيطة كانت مستحيلة من قبل، مثل قدرته على متابعة كائن بنظراته أو تحريك رأسه عند التحدث إليه. أكثر من ذلك، كشف مسح للمخ، حدوث زيادة ملحوظة في نوع معين من نشاط إيقاع المخ في تلك المناطق من المخ مرتبطة ارتباطا طويلا للسيطرة على الحركة والإحساس الجسم والوعي.. وهو ما يعني أن مرونة المخ وإصلاحه لا يزال ممكنا، حتى عندما يبدو أن الأمل قد اختفى.