اطلقت المندوبية العامة لإدارة السجون واعادة الادماج بإعداد برنامج جديد، برنامج كفايات يروم تأهيل السجناء وتطوير كفاءاتهم ومقدراتهم المعرفية في اتجاه ترسيخ ما يتحصل في هذا الاطار على مستوى الفكر والسلوك. البرنامج حسب ما ذكرته مصادر برلمان.كوم موجه لمجموعة من السجناء بمن فيهم سجناء التطرف والارهاب، لتفاعل والحوار مع مفكرين وشخصيات وازنة من الحقل المعرفي والثقافي والتعليمي ومناقشة مواضيع تهم المعيش اليومي والاهتمامات اليومية للسجناء، بعيدا عن تخصيص الجانب الديني في هذا النقاش. وأوضح ذات المصدر أن أول دورة للجامعة تناولت موضوع المواطنة كمدخل للإدماج، وثاني دورة الجامعة الربيعية بالدار البيضاء وتناولت موضوع “أي دور للمنتخب في تأهيل السجين للإدماج”، وكان موضوعا جديدا بالنسبة للسجناء، ثم الدورة الأخيرة بالسجن المحلي راس الماء بفاس الدورة الخريفية أيام 20 و21 شتنبر 2017 حول موضوع “التأهيل الديني والتغذية الروحية للسجناء، ودور التأهيل الديني والصوفية في تأهيل السجناء للإدماج”. هذه اللقاءات سمحت حسب ذات المتحدث بتحصين الفضاء السجني من الغلو والتطرف في قضايا ليست دينية فحسب ولكن مجتمعية أيضا. وذكر ذات المصدر أن الامر لم يقف عند هذا الحد بل امتد نحو تنظيم ملتقى الوطني للأحداث والذي يستفيد من خلاله هؤلاء السجناء وعددهم يقارب الالف من برنامج تأهيلي مكثف على مدار 3 أيام يشمل ورشات فنية في الرسم وفي الموسيقى والمسرح والكتابة الادبية والتأهيل النفسي، بالإضافة الى محاضرات وورشات تعنى بالقضايا الانية للشباب على مستوى الادماج، والتعليم، والتنمية الثقافية والاقتصادية، ويعرف الملتقى مشاركة عائلات السجناء لمواكبة ابنائهم وانخراطهم في تتبع البرامج التأهيلية المسطرة لهم. برنامج مندوبية التامك شمل التأهيل في مجال المقاولة الذاتية والذي استفاد منه اكثر من 200 معتقل خلال السنة الجارية فقط ويستهدف السجناء الحاصلين على شواهد في التكوين المهني والتعليم بمعدلات عالية على اساس تأهيلهم في مجال احداث المقاولات الذاتية. البرنامج أعدته المندوبية العامة في اطار استراتيجية واضحة الأهداف والآليات والمؤشرات فيما يخص تأهيل السجناء من أجل الادماج، وتحقيق مجموعة من البرامج النوعية المتعلقة بإدماج السجناء حسب ذات المتحدث. يذكر أن برنامج مصالحة الذي أعدته المندوبية يهدف لتأهيل السجناء قبل الإفراج لضمان اندماجهم بشكل سليم في المجتمع بعد الافراج عنهم من جهة ، ومن جهة اخرى لأن تأهيل هؤلاء السجناء واصلاحهم وانخراطهم في المسار الايجابي للمملكة على مستوى اشاعة ثقافة التسامح والتكافل وتقبل الاختلاف السليم، سيشكل رسالة قوية لمن يستقطب بأفكار متطرفة وأعمال ارهابية، على أساس أن من أدين في هذه الجرائم اذا قام بتصحيح سلوكه والرجوع عن افكاره وقام بتبني تمثل صحيح للذات وعلاقته السليمة مع المجتمع ومع النص الديني، في اطار القيم المجتمعية السليمة يمكنه الاندماج في المجتمع من جديد بعد الافراج عنه، وهذه رسالة قوية من داخل وخارج السجن.