سيستفيد 300 معتقل بثلاث مؤسسات سجنية بالممكلة، خلال ستة أشهر من برنامج ال"محاضرات العلمية"، الذي أقرته المندوبية العامة للسجون بشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء والمنظمة الدولية للإصلاح الجنائي كبرنامج سنوي قار يفسح المجال لنزلاء المؤسسات السجنية للنقاش والتحليل والتواصل مع أساتذة بارزين وفاعلين في الحقل التربوي والثقافي والديني والحقوقي والقانوني، ويتيح لهم إبراز قدراتهم المعرفية ومؤهلاتهم الفكرية. وقال محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، خلال الجلسة الافتتاحية لسلسلة "المحاضرات العلمية" اليوم الأربعاء، بسجن تيفلت 2، إن البرنامج، "سيكون موزعا على ثلاثة أفواج بكل من السجن المحلي تيفلت2، والسجن المحلي تولال 2 والسجن المحلي طنجة 2 والسجن المحلي عين السبع1″، مضيفا أن هذه المحاضرات ستتمحور، حول عدد من المواضيع منها، "مفهوم السنة والتَّأَسِّي وتجريد الأتباع للنبي صلى الله عليه وسلم، منهج الاستدلال على الأحكام الشرعية واستنباطها في المذهب المالكي، تقريب العقيدة والمذهب والسلوك، حقوق الإنسان بين الشريعة والقانون، مؤشرات إسلامية الدولة، الأحكام الدينية في القضايا المجتمعية، تفكيك خطاب التطرف، تفكيك المفاهيم: (الجهاد، والحاكمية، والخلافة)، الخطاب البديل لخطاب التطرف والتكفير". وأوضح التامك، أن "المندوبية العامة تقدم جميع البرامج الإصلاحية والتأهيلية التي تهدف الى تقويم سلوكه من أجل إعادة ادماجه في مجتمعه"، لافتا إلى أن "المندوبية قامت خلال السنوات الأخيرة باعتماد طرق مبتكرة في إعداد برامجها التأهيلية وذلك لجذب السجناء على الانخراط فيها وتوسيع دائرة المستفيدين منها، كما حرصت على عقد شراكات عديدة مع هيئات وطنية ودولية للمساهمة في تنفيذ هذه البرامج". وأبرز المتحدث ذاته، أن "انخراط الرابطة المحمدية للعلماء في هذا البرنامج هو حلقة جديدة في علاقة الشراكة التي تربطها بالمندوبية العامة، إذ هي شريكة لها في برنامج التثقيف بالنظير داخل المؤسسات السجنية وفي برنامج مصالحة وهما برنامجان خاصان يسعيان الى نبذ العنف والتطرف داخل السجون وتأهيل فئة النزلاء المدانين في إطار قضايا التطرف والإرهاب". وأكد التامك، أن "مبادرة المندوبية العامة إلى برمجة المحاضرات العلمية للرابطة المحمدية للعلماء مبعثه القناعة الراسخة لديها بخصوص الدور المحوري للثقافة في التحصين الفكري والأخلاقي لنزلاء المؤسسات السجنية ونبذ الغلو والتطرف، كما أنها تفسح المجال لانفتاح العقل وتقبل الاختلاف والإبداع في مواجهة الجهل والأفكار الظلامية بالحكمة والإقناع، خصوصا في الظرفية الحالية التي يتنامى فيها الفكر المتطرف والإرهاب واستهداف استقرار الشعوب والقيم الانسانية المبنية على التعايش والتآزر ونبذ الكراهية، وتدبير الاختلاف في إطار الحوار والتفاعل الهادفين".