نظمت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج اليوم الخميس بالمركز الوطني لتكوين الاطر التابع للمندوبية العامة بمدينة تيفلت حفل تخرج الفوج الأول من فئة "حارس سجن من الطبقة الرابعة" لسنة 2016 والبالغ عددهم 199 حارسا . وعرف هذا الحفل الذي ترأسه المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج السيد محمد صالح التامك ، بحضور عامل عمالة الخميسات ورجال السلطة المحلية بالعمالة ، تقديم عروض عسكرية وقتالية تبرز المهارات التي اكتسبها الحراس المتدربون خلال فترة تكوينهم النظرية والعملية . وأكد المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج السيد محمد صالح التامك في كلمة بالمناسبة ،على الاهتمام الخاص الذي توليه المندوبية العامة لتأهيل العنصر البشري باعتباره شرطا اساسيا لعصرنة تدبير المؤسسات السجنية وتجويد الحكامة بما يمكن من تدبير محكمة للبرامج الرامية إلى تأمين سلامة النزلاء وتهييئهم لإعادة الإدماج مبرزا في هذا السياق دور التكوين والتكوين المستمر والمتخصص الذي اعتمدته المندوبية العامة في فتح المجال أمام الطاقات الشابة لتحمل المسؤولية وربطها بمختلف القدرات الضرورية لممارستها ، والرفع من مهاراتها وقدراتها المهنية ومعارفها القانونية وتمكينها من مواكبة متطلبات الإصلاح وذلك من خلال التكوين الاساسي والمستمر والمتخصص . وفي هذا السياق اشار المندوب العام إلى أن عدد المستفيدين من برنامج التكوين المستمر في مجال تدبير المؤسسات السجنية بلغ لحد الآن 5115مستفيدا ، إلى جانب انفتاح المندوبية على الجامعات من خلال فتح ماستر في العلوم السجنية بشراكة مع الجامعة الدولية بالرباط وجامعة كرونوبل بفرنسا لتكوين 300 إطارا خلال ثلاث سنوات ، شرع الفوج الأول منهم والمتكون من 90 موظفا في التكوين ابتداء من شهر فبراير الماضي مضيفا أن المندوبية بصدد التحضير لإطلاق ماستر متخصص حول "المؤسسة السجنية : الوقاية وإعادة الإدماج " بشراكة مع جامعة محمد الخامس بالرباط إلى جانب إحداث مركز للتوثيق والدراسات السجنية بهدف تطوير البحث العلمي في الظواهر الخاصة بالفضاء السجني أو المرتبطة به ، وطرق معالجتها وتدبيرها من خلال توفير المعطيات والآليات اللازمة لإعداد البرامج والمخططات الكفيلة بتطوير أداء المؤسسات السجنية . وفي إطار الانفتاح على باقي الخبرات والتجارب الدولية ، ابرز المندوب العام أن أطر المندوبية العامة يستفيدون من دورات تدريبية بالخارج في إطار تفعيل الشراكة مع بعض الدول كالولايات المتحدةالأمريكية واسبانيا في مجالات تتعلق على الخصوص بتنفيذ برامج إعادة الإدماج وتصنيف السجناء وآليات تدبير المؤسسات السجنية بشكل عام ، مضيفا إن المندوبية شرعت في تنفيذ برنامج يهدف إلى تكوين الموظفين في مجال نشر خطاب التسامح ونبذ التطرف العنيف داخل الفضاء السجني وذلك في إطار شراكة مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي وحكومة اليابان وبتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء. من جهة أخرى اشار السيد التامك إلى أن المندوبية العامة وعيا منها بصعوبة ظروف العمل بالقطاع السجني وخصوصيته ، وبالنظر للخصاص الكبير في عدد الموظفين الذي يزداد حدة مع افتتاح سجون جديدة ، تسعى للحصول على المناصب المالية الكافية لتخفيف الضغط على الموظفين والرفع من نسبة تأطير المعتقلين ، إلى جانب العمل على النهوض بالوضعية الاجتماعية والمادية للعاملين بالقطاع عبر تحسين ظروف العمل من خلال معالجة إشكالية وسائل النقل وإحداث مقاصف ومستودعات خاصة بالموظفين . من جانبه اشار مدير المركز الوطني لتكوين الاطر التابع للمندوبية العامة بمدينة تيفلت السيد عز الدين شفيق إلى أن تكوين الفوج الأول من فئة حراس السجن من الطبقة الرابعة ، تركز على المجالين النظري والتطبيقي وفق برنامج شمولي استند في جل مواده على المخطط الاستراتيجي للمندوبية العامة خاصة في الجوانب المتعلقة بتحديث الإدارة وتعزيز إجراءات الحكامة والحفاظ على أمن المؤسسات وسلامة نزلائها وذلك من خلال تحيين مصوغات للتكوين تلائم مستلزمات القاعدة التدريبية بشكل يشمل جميع الجوانب المرتبطة بالعمل السجني . واوضح ان العمل بالمركز الوطني لتكوين الأطر بتيفلت بدأ منذ حوالي سنة ، وفق معايير بيداغوجية حديثة واساليب عصرية بمساهمة بعض الشركاء كمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء والمعهد الملكي للشرطة ومصالح الوقاية المدنية . وتطرق إلى مختلف المراحل التي اعتمدها تكوين هذا الفوج حيث استفاد من دورات تكوينية بالمؤسسات السجنية القريبة من أجل تأقلمهم مع الوسط السجني واحتكاكهم بالعمل الميداني ، كما اعتمد التكوين النظري على بعض المستجدات المتعلقة بتعزيز الآليات الإجراءات لتوحيد نمط العمل بالمؤسسات السجنية وفق الدلائل المسطرية المحدثة في هذا الشأن.