كشف محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، عن "ثورة" داخل السجون استهدفت الموظفين، وهمّت إنجاز مخطط للتكوين والتأهيل على المستوى الوطني والدولي، لأجل ما أسماه "عصرنة تدبير المؤسسات السجنية"، وبلوغ "تدبير محكم" للسجون، و"تأمين سلامة النزلاء وتهييئهم لإعادة الإدماج". وأقرّ التامك، الذي تحدث اليوم في حفل تخرج 199 حارس سجن من الطبقة الرابعة بالمركز الوطني لتكوين الأطر بمدينة تيفلت، بوجود صعوبات في ظروف العمل بالقطاع السجني، وبوجود خصاص كبير في عدد الموظفين "الذي يزداد حدة مع افتتاح سجون جديدة"، مضيفا أن المندوبية العامة تسعى إلى الحصول على المناصب المالية الكافية لتخفيف الضغط على الموظفين والرفع من نسبة تأطير المعتقلين. وأورد المندوب العام أن إدارته تعمل "جاهدة للنهوض بالوضعية الاجتماعية والمادية للعاملين بالقطاع"، وذلك عبر "تحسين ظروف العمل من خلال معالجة إشكالية وسائل النقل وإحداث مقاصف ومستودعات خاصة بالموظفين"، إلى جانب الاستجابة "في حدود الإمكانيات المتاحة" لطلبات الموظفين حول الحركية والإلحاق لدى قطاعات حكومية أخرى، مع دعم البرامج والأنشطة الاجتماعية لفائدة الموظفين وذويهم. في المسار ذاته، أشار التامك إلى المصادقة على نظام أساسي يعزز المزايا النظامية لعناصر الحراسة والأمن، ويتيح لفئات الموظفين المنتمين لهيئة الأطر المشتركة بين الوزارات إمكانية الإدماج ضمن الأطر الخاصة "بغية استفادتهم من التعويضات نفسها والمزايا الأخرى"، مشددا على أن المندوبية العامة تعمل مع الحكومة على "تحسين الوضعية المادية لموظفيها، وتشجيعهم على تحمل المسؤولية على رأس المؤسسات السجنية أو بمختلف الوظائف الممارسة بها". إلى جانب ذلك، كشف التامك عن مخطط المندوبية العامة في تكوين الموظفين داخل السجون، الأساسي منه والمستمر والمتخصص، موردا أنها تكوينات تجمع بين ما هو نظري وتطبيقي، وتعرف تنظيم دورات تدريبية في "العمل الاجتماعي والضبط القضائي والاقتصاد والأمن والانضباط". وعلى مستوى الدراسات العليا، أعلن التامك عن فتح ماستر في العلوم السجنية، بشراكة مع الجامعة الدولية بالرباط وجامعة "غرونوبل" بفرنسا، لتكوين 300 إطار خلال ثلاث سنوات؛ حيث شرع الفوج الأول (90 موظفا) في التكوين منذ شهر فبراير المنصرم. وكشف عن التحضير لإطلاق ماستر متخصص حول "المؤسسة السجنية: الوقاية وإعادة الإدماج"، بشراكة مع جامعة محمد الخامس بالرباط، ابتداء من الموسم الجامعي القادم، مع إحداث "مركز للتوثيق والدراسات السجنية". مخطط التامك لم يقتصر على ما هو وطني، بل كشف "سجان المملكة" عن استفادة أطر المندوبية العامة من دورات تدريبية في الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسبانيا لأجل "تنفيذ برامج إعادة الإدماج وتصنيف السجناء وآليات تدبير المؤسسات السجنية"، مع تفعيل اتفاقية تعاون وشراكة مع إدارة السجون بفرنسا تتضمن تكوين العنصر البشري، وتبادل التجارب والخبرات في مختلف مجالات تدبير القطاع السجني. التجارب الدولية همت أيضا اليابانوالأممالمتحدة، عبر إطلاق برنامج لتكوين الموظفين في مجال "نشر خطاب التسامح ونبذ التطرف العنيف" داخل الفضاء السجني، ضمن شراكة مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي وحكومة اليابان، وبتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء.