استمرارا في المبادرات التي تطلقها المندوبية العامة لإدارة السجون بهدف إعادة إدماج معتقلي التطرف والإرهاب، نظمت المندوبية الجامعة الخريفية لهذه السنة حول موضوع "التأهيل الروحي للسجناء: أي دور في تحصين الذات وتغذية الروح؟"، في إطار مساعيها لإشاعة الأمن الروحي بالسجون المغربية. واعتبر محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون، في كلمة له في الجلسة الافتتاحية للجامعة أمس الأربعاء (20 شتنبر)، أن "معركة محاربة التطرف تستلزم التسلح بالثقافة والعلم، واعتبار القيم المجتمعية الكونية كمرجعية أساسية في تأويل النصوص الدينية وإعمالها كرقابة أو منهج للسلوك في مجتمعاتنا الحديثة". وأوضح أن "قضية التأهيل الروحي للسجناء تستمد راهنيتها ووجاهتها من خطورة المشاكل الناتجة عن تنامي التطرف العنيف في مجتمعاتنا، والتي تدعو إلى التساؤل عن المنهج الواجب اتباعه في مكافحتها وإشاعة التسامح والفكر المتنور واختراق التصلب الواقع في الذهن الجماعي والفردي للعديد من المتطرفين".
وكانت مندوبية إدارة السجون قد أعلنت، في وقت سابق، عن تفاصيل برنامج رسمي لإعادة إدماج معتقلي الإرهاب والتطرف في المغرب تحت اسم "مصالحة". ويرتكز هذا البرنامج على ثلاثة محاور رئيسية "تهم المصالحة مع الذات، والمصالحة مع النص الديني والمصالحة مع المجتمع"، وتقول المندوبية إنها بلورت هذه المحاور من منطلق "إدراكها العميق لأهمية تأمين شروط إعادة الإدماج لشريحة المدانين في قضايا الإرهاب والتطرف بالمؤسسات السجنية".
وتكشف إحصاءات رسمية أن عدد المعتقلين في إطار قضايا التطرف والإرهاب شهد ارتفاعا خلال العام الماضي بواقع ألف معتقل، مقارنة ب 723 معتقلا في 2015. ونظمت المندوبية في سنة 2016 دورات ل 47 موظفا ومرشدا دينيا، عهد إليهم بعد ذلك تأهيل 220 سجينا، تم انتقاؤهم وفق معايير تراعي حسن السلوك والانخراط الإيجابي في البرنامج. وتم تكليف المرشدين بتأهيل نحو 22 ألف سجين خلال العام الحالي ضمن برنامج تثقيفي.